تمارين فعّالة لعلاج آلام المفاصل دون أدوية

الغد برس/ متابعة
بيّنت تجربة سريرية أسترالية، أن ممارسة رياضة «تاي تشي» عبر الإنترنت دون إشراف مباشر يمكن أن تُحسّن بشكل ملحوظ آلام الركبة ووظائفها لدى المصابين بهشاشة مفصل الركبة.

وأوضح الباحثون من قسم العلاج الطبيعي بجامعة ملبورن أن هذه التمارين توفر خياراً علاجياً فعّالاً وآمناً وسهل الوصول إليه لتخفيف آلام الركبة وتحسين الحركة دون الحاجة إلى أدوية. ونُشرت نتائج الدراسة، الاثنين، في دورية «جاما نتوورك».

وتُعد آلام مفاصل الركبة من المشكلات الصحية الشائعة، خصوصاً لدى كبار السن ومن يعانون هشاشة المفاصل أو إصابات سابقة. وتتسبب هذه الآلام في صعوبة المشي والصعود والنزول، وقد تؤثر في الأنشطة اليومية وجودة الحياة. وتشمل أسبابها تآكل الغضاريف والالتهابات أو زيادة الوزن، ويمكن التخفيف منها من خلال تمارين تقوية العضلات، وتحسين التوازن، والعلاج الطبيعي.

وأجرى الفريق تجربة سريرية شملت 178 مشاركاً تم تشخيصهم سريرياً بهشاشة مفصل الركبة، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين. حصلت المجموعة الأولى على معلومات إلكترونية عن هشاشة المفاصل وفوائد التمارين، بينما تلقت المجموعة الثانية المعلومات نفسها إضافة إلى برنامج لممارسة تمارين «تاي تشي» بالفيديو لمدة 12 أسبوعاً، مدعوماً بتطبيق لتشجيع الالتزام ومتابعة التقدم.

وتمارين «تاي تشي» هي رياضة صينية تقليدية تعتمد على حركات بطيئة ومنسقة مع التنفس العميق والتركيز الذهني، وتهدف إلى تحسين التوازن والمرونة والقوة العضلية، وتقليل التوتر النفسي.

وتمكن ممارستها في المنزل عبر فيديوهات تعليمية أو برامج إلكترونية، تبدأ بتمارين إحماء خفيفة، ثم الانتقال إلى حركات بطيئة للأذرع والساقين والجذع مع التركيز على التنفس العميق. وينصح بممارسة التمارين من 20 إلى 40 دقيقة يومياً أو مرات عدة أسبوعياً مع الالتزام بالانتظام وتصحيح الحركات لضمان الفائدة وتقليل الألم وتحسين القدرة على الحركة والتوازن.

وأظهرت النتائج أن مجموعة «تاي تشي» سجلت انخفاضاً واضحاً في شدة الألم وتحسناً ملحوظاً في الحركة بعد 12 أسبوعاً؛ إذ انخفضت معدلات الألم بمقدار 2.7 نقطة مقارنة بـ1.3 نقطة في المجموعة الضابطة.كما تحسّن الأداء البدني بمقدار 12 نقطة مقابل 6.9 نقطة لدى المجموعة الأخرى.

تحسن ملحوظ
وحقق 73 في المائة من المشاركين في مجموعة «تاي تشي» تحسناً سريرياً مهماً في الألم، و72 في المائة منهم أظهروا تقدماً في الوظيفة الحركية، مقارنة بنسبة 52 في المائة في المجموعة المقابلة.

كما تفوقت مجموعة «تاي تشي» في معظم المؤشرات الثانوية، مثل تحسن جودة الحياة، وزيادة الثقة في التوازن، وارتفاع الشعور بالتحسن العام، وتحسن الصحة النفسية والبدنية، وتقليل الاعتماد على المسكنات، دون تسجيل أي آثار جانبية خطيرة مرتبطة بالبرنامج، وفق النتائج.

وأشار الفريق البحثي إلى أن «الدراسة تُبرز إمكانات المنصات الرقمية والتطبيقات الذكية كأدوات فعالة لتسهيل الالتزام بالعلاج الطبيعي وتحسين نوعية الحياة لدى المصابين بأمراض مزمنة».

كلمات مفتاحية :