الصين تقدم دعما كبيرا لمراكز البيانات لتشجيع استخدام الرقائق المحلية

اليوم, 21:20

+A -A
الغد برس/ متابعة
رفعت الحكومة الصينية قيمة الإعانات المقدمة لمراكز البيانات الكبرى في البلاد، بحيث تُخفض فواتير الكهرباء بنسبة تصل إلى 50%، في خطوة تهدف إلى تعزيز صناعة الرقائق المحلية وتقليل الاعتماد على رقائق شركة "إنفيديا" الأميركية.

ووفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، تشمل هذه الحوافز شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "بايت دانس" و"علي بابا" و"تينسنت"، التي واجهت ارتفاعًا في تكاليف التشغيل بعد حظر بكين استيراد رقائق إنفيديا المتقدمة للذكاء الاصطناعي.

وتأتي المبادرة الجديدة ردًا على شكاوى من شركات تكنولوجيا صينية بشأن ارتفاع استهلاك الطاقة في الرقائق المحلية المنتجة من قبل شركات مثل "هواوي" و"Cambricon"، والتي تُعد أقل كفاءة في استهلاك الكهرباء بنسبة تتراوح بين 30 و50% مقارنةً بنظيراتها من "إنفيديا".

وذكرت مصادر مطلعة أن الحكومات المحلية في مقاطعات غانسو وقويتشو ومنغوليا الداخلية، حيث تتركز مراكز البيانات الكبرى، قد عززت الحوافز المقدمة لشركات التكنولوجيا الصينية لمساعدتها في تحمل تكاليف الكهرباء المرتفعة، بشرط أن تكون مراكز البيانات هذه تعمل باستخدام رقائق محلية الصنع. أما المراكز التي تعتمد على رقائق من شركات أجنبية مثل إنفيديا، فلا تستفيد من هذه الإعانات.

وتُظهر هذه الخطوة مدى سعي الصين إلى تشجيع شركاتها التقنية على تقليل الاعتماد على إنفيديا وتعزيز صناعة أشباه الموصلات المحلية، بما يسمح لها بمنافسة الولايات المتحدة في سباق الذكاء الاصطناعي.

ويُقدَّر أن استهلاك الكهرباء المطلوب لتوليد نفس كمية القدرة الحاسوبية باستخدام الرقائق الصينية الحالية يزيد بنسبة تتراوح بين 30 و50% مقارنةً بشريحة إنفيديا H20، وفقًا للخبراء.

وتحاول شركة هواوي، أبرز صانعي الرقائق في الصين، التغلب على ضعف الأداء الفردي لرقاقتها الرئيسية Ascend 910C من خلال دمجها في عناقيد أكبر، ما يؤدي إلى زيادة تكاليف التشغيل الكهربائية. وبينما تستأجر شركات التكنولوجيا عادةً قدرات الحوسبة من مشغلي مراكز بيانات مستقلين، فإنها لا تزال تحتاج إلى بناء جزء كبير من البنية التحتية بنفسها لتلبية الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي.

ورغم ارتفاع تكاليف الطاقة المرتبطة باستخدام الرقائق المحلية، فإن شبكة الكهرباء المركزية في الصين تظل أرخص وأكثر استدامة مقارنة بالولايات المتحدة، من دون مؤشرات على حدوث نقص في المدى القريب.

وقد أصبحت المقاطعات الغنية بالطاقة مثل غانسو وقويتشو ومنغوليا الداخلية مراكز جذب لمشروعات مراكز البيانات الضخمة، حيث تتنافس الحكومات المحلية على تقديم إعانات للطاقة وحوافز مالية قد تغطي تكاليف التشغيل لعام كامل.

وتبلغ تكلفة الكهرباء الصناعية في هذه المقاطعات نحو 30% أقل من المناطق الساحلية الأكثر تطورًا في شرق الصين، ومع الإعانات الجديدة، من المتوقع أن تنخفض أكثر إلى نحو 0.4 يوان (5.6 سنت) للكيلوواط/الساعة، مقارنة بمتوسط تكلفة يبلغ نحو 9.1 سنت في الولايات المتحدة، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية لشهر أغسطس.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار