دراسة جديدة: المشاعر السلبية قد تكون معدية

22-02-2023, 18:30

+A -A
الغد برس/متابعة  

هناك العديد من الأحداث أو التجارب التي يمكن أن تحفز فترات التوتر بدءا من العمل الجديد إلى إنجاب طفل. لكن هل من الممكن أن نتعرض للإجهاد من شخص آخر؟

هذا ما تصدرته ورقة بحثية جديدة نُشرت بمجلة «Psychoneuroendocrinology» بعد أن اقترح معدوها أن الإجهاد يمكن أن يكون معديا.

وذهب باحثو الدراسة الجديدة الى أنه مجرد رؤية شخص آخر في موقف عصيب يمكن أن يجعل أجسامنا تطلق الكورتيزول؛ وهو هرمون يشارك في الاستجابة للضغط. مقترحين أن هذه الظاهرة، التي يطلق عليها اسم «الإجهاد التعاطفي» تميل إلى أن تكون أكثر انتشارا عند رؤية شخص محبوب أو صديق مقرب في محنة، ولكنها يمكن أن تحدث أيضا عند رؤية شخص غريب يعاني.

ووفق موقع «لايف ساينس» العلمي الذي نقل الخبر، قالت تارا بيرو أستاذة علم النفس وعلم الأعصاب بجامعة دالهوزي بكندا «من الممكن بالتأكيد اللاوعي إدراك مشاعر شخص آخر، خاصة المشاعر السلبية. كان من الممكن اختيار هذا في ماضينا التطوري لأنه سيوفر طريقة غير لفظية للتعبير عن الخطر والخوف».

وحسب مراجعة جرت عام 2013 نشرتها مجلة «Current Biology» يمكن أن تنتشر العواطف من شخص إلى آخر عبر الخلايا العصبية المرآتية؛ فهي خلايا دماغية تنشط عند رؤية شخص ما يقوم بعمل معين كالتثاؤب مثلا؛ حيث تؤدي إلى استجابة تشجع على التبادل. وهذا يعني أنه إذا رأى شخص ما شخصا يبدو متعبا، فقد يبدأ في الشعور بالتعب، وإذا رأى شخصا يبدو متوترا، فقد يتبنى عن غير قصد حالته الذهنية المتوترة.

من جانبه، يقول أستاذ علم الأعصاب بجامعة كامبريدج جو هربرت «إذا أصيب شخص بالذعر، فهو في حالة إجهاد».

وفي هذا الاطار، يعد نقل المشاعر فعلا لاواعيا وفقا لبيرو، التي تشدد «أنها ليست تجربة إنسانية فقط. حيث يمكن للحيوانات الأخرى أن تدرك مشاعر أفراد من جنسها. على سبيل المثال، تظهر الفئران التي تلاحظ جرذا آخر يمر بتجربة مرهقة زيادات في مستويات هرمون التوتر حتى بدون خبرة مباشرة».

وفي حين أن الإجهاد هو شيء يحاول معظم الناس تجنبه، إلا أنه يلعب دورا مهما لدى كل من البشر والحيوانات.

وتستدرك بيرو فتقول ان «كل الضغوط متساوية وان الاستجابة للتوتر مفيدة للغاية. إنها تهيئ أجسادنا وأدمغتنا للتعامل مع الضغوطات وجعلها بمتناول اليد. فإذا كان الأسد يركض نحوك فأنت تريد أن تصنع استجابة قوية للضغط تحرر الغلوكوز من مخزنه وتزيد من معدل ضربات القلب وتقلل من الوظائف غير الأساسية مثل الهضم. ومع ذلك، في البشر المعاصرين غالبا ما يتم تنشيط الاستجابة للتوتر من خلال الضغوط النفسية، ما يترك هرمونات التوتر لفترة طويلة جدا». مضيفة «هناك الكثير من المتاعب اليومية التي ينظر إليها الناس على أنها مرهقة ويمكن أن تحدث الاستجابة للضغط في كثير من الأحيان، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالجسم والدماغ».

جدير بالذكر، وجدت دراسة أجريت عام 2014 ونشرت بمجلة «Interpersona» أن الإجهاد يمكن، في بعض الظروف، أن يكون معديا، وخلصت إلى أن فردا واحدا متوترا لديه القدرة على إصابة مكتب بأكمله. لذا، هل من الممكن تجنب التقاط ضغوط شخص آخر؟ وفقا لبيرو؛ التي تبيّن «ان الأمر كله يتعلق بكيفية تعامل شخص ما مع موقف معين وتقييمه. حيث تبدأ كل استجابة للتوتر بإدراك عامل الضغط».

ومن أجل التغلب على الضغوط النفسية، نصح موقع «Healthline» الطبي بضرورة الحصول على هواء نقي والقيام بتمارين تنفس وتمارين رياضية للتخلص من تأثيرات إجهاد شخص ما أو على الأقل تقليلها.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار