دراسة: العمل من المنازل يؤدي لنتيجة "مقلقة"
+A
-A
الغد برس/متابعة
أظهرت نتائج دراسة جديدة، أجراها اقتصاديون بمعهد "ماساتشوستس للتكنولوجيا" و"جامعة كاليفورنيا (لوس أنجلوس)، انخفاضاً في إنتاجية الموظفين المعينين حديثاً للعمل عن بعد، مقارنة بالموظفين الذين يمارسون أعمالهم في المكاتب، ليُضاف بذلك دليل آخر إلى الحجج المتبادلة، حول جدوى العمل عن بُعد مقابل العمل في المكاتب.
وكالة Bloomberg الأمريكية، قالت الجمعة 4 أغسطس/آب 2023، إن الدراسة أظهرت أن إنتاجية عمل عينة من موظفين مُعيَّنين حديثاً واختيروا عشوائياً للعمل من المنزل بدوام كامل، جاءت أقل بنسبة 18% من إنتاجية زملائهم العاملين من المكتب.
الباحثون الذين اشتغل بحثهم بدراسة مجموعة من موظفي إدخال البيانات المعيَّنين حديثاً في الهند، والذين قُسموا عشوائياً للعمل من المنزل أو من المكتب، قالوا إن ثلثي الانخفاض في الإنتاجية ظهر منذ اليوم الأول للعمل.
أما الفرق المتبقي فقد ظهر بمرور الوقت، إذ تعلم العاملون داخل المكتب تفاصيل العمل أسرع من نظرائهم البعيدين تماماً عن جو العمل.
أشار العاملون على الدراسة إلى أن النتائج التي توصلوا إليها ليست معيارية، ولا تحسم الخلاف بشأن الأمر، إلا أن الدراسة تقدم حجة أخرى للاستدلال بها في النقاش الذي يحتدم داخل مجالس الإدارة، والمنتديات الافتراضية والدوائر الأكاديمية.
هذا النقاش اشتعل منذ أن جعلت جائحة كورونا العملَ من المنزل اتجاهاً له كثير من المؤيدين، وبات لكل معسكر في هذا الخلاف أبحاثه وحججه التي يستدل بها لتعضيد رأيه.
يؤيد البعض رأي جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لشركة "جي بي مورغان تشيس" للخدمات المالية، بأن العمل عن بُعد "ليس عملاً على الحقيقة"، وبعضهم يميل إلى رأي بريان تشيسكي، الرئيس التنفيذي لشركة "إير بي إن بي" لخدمات إيجارات السكن المؤيد للمرونة.
من جانبه، يقول خوسيه ماريا باريرو، الاقتصادي والمؤسس المشارك في تأسيس WFH Research، وهي مجموعة مكرسة لدراسة ترتيبات العمل عن بُعد، إن هذه الدراسة تتفق نتائجها مع دراسات أخرى خلصت إلى أن العمل عن بُعد بالكامل أقل إنتاجية من العمل في المكتب، أو العمل الهجين (في المنزل، وفي مقرات العمل).
لكن مع ذلك، وحتى لو كان العمل عن بُعد أقل إنتاجية، فإن الدراسات تذهب إلى أنه مفيد للشركات التي تريد أن توفر الأموال الكثيرة التي تُنفق في استئجار مقرات العمل.
من جهة أخرى، فإن الدراسة تكشف عن المصاعب الكامنة في أبحاث الإنتاجية، ومنها- على سبيل المثال- أن العمال في التجربة من المعيَّنين حديثاً، ومن ثم فإن النتائج المرتبطة بهم قد تختلف عن نتائج الموظفين الذين تحولوا إلى العمل عن بُعد بدوامٍ كامل، بعد أن أمضوا وقتاً طويلاً في العمل بالمكاتب والمقرات في البداية.
في هذا السياق نقلت الوكالة الأمريكية عن ديفيد أتكين، أستاذ الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأحد المؤلفين المشاركين في الدراسة، قوله إنه "لا شك أن هناك فرقاً كبيراً بين شخص أجاد العمل، واستوعب بالفعل ثقافة الشركة وكيف تُدار الأمور فيها"، ثم يقال له "يمكنك الآن العمل من المنزل بضعة أيام"، وبين شخص آخر لم يُتح له كل ذلك.
كلمات مفتاحية :