"طريق التنمية".. شريان اقتصادي لربط آسيا بأوروبا عبر العراق

11-08-2023, 18:53

+A -A

الغد برس/متابعة 

وسط توقعات بأن يحظى بجانب مهم من جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخليجية الثانية خلال الشهر الجاري، والتي تضم الكويت والبحرين وسلطنة عمان إضافة إلى العراق، يحظى ممر النقل البري المزمع إنشاؤه بين العراق وتركيا بأهمية كبيرة على مستوى التجارة الدولية، كونه يربط دول آسيا بأوروبا عبر العراق مروراً بمياه الخليج العربي، ويؤكد مراقبون أن العوائد الاقتصادية للقناة الجافة التي يجري العمل على إنشائها لا تقتصر على العراق وتركيا، بل تشمل دول المنطقة كافة، ويشتمل على ممر بري وسكة حديد تمتد من البصرة إلى الحدود التركية.

ووصف الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مارس الماضي بأنقرة المشروع المرتقب، بمنزلة طريق حرير جديد في المنطقة، وعبّر عن إرادة بلاده للعمل الجاد مع بغداد من أجل تسريع إنجاز طريق التنمية، واعتبره مشروعاً استراتيجيا مهماً، ليس لتركيا والعراق فحسب، بل للمنطقة بأسرها، موضحا أن ملايين الأشخاص في مناطق واسعة من أوروبا إلى دول الخليج العربي سيستفيدون من القيمة المضافة التي ستظهر مع إنشاء الطريق الذي يعزز التعاون الإقليمي ويطور التجارة والعلاقات بين هذه الدول.

من جانبه، أكد السوداني اتفاقه مع أردوغان للمضي قدماً في إنجاز المشروع الذي سيربط الشرق بالغرب وسيكون ممراً عالمياً لنقل البضائع والطاقة، داعياً دول المنطقة لاجتماع في بغداد لمناقشة المشروع الحيوي وسبل إنجاحه واستفادة الجميع منه.

بدورها، حددت وزارة النقل العراقية موعد إنجاز المرحلة الأولى من تصاميم القناة الجافة، وفصَّلت المكاسب الاقتصادية المرجوة من الطريق الذي سيمتد بطول 1200 كم، حيث اكد مدير الشركة العامة لسكك الحديد في وزارة النقل يونس خالد الكعبي أن مشروع القناة الجافة حيوي ويحظى بأهمية خاصة؛ لكونه يندرج ضمن المشاريع الاستراتيجية التي تعتزم الحكومة تنفيذها.

ووصف القناة الجافة بأنها مشروع عملاق هو الأكبر والأهم؛ لكونه المنفذ الرئيس لميناء الفاو، وسيتم من خلاله ربط الميناء بالحدود من الجنوب إلى شمال العراق وصولاً إلى الحدود مع تركيا، ومنها إلى شبكة النقل الأوروبية للوصول إلى الأسواق الأوروبية والسماح بنقل حمولات بسعات عالية، مبينا أن طريق التنمية سيتضمن خطوط نقل جديدة وسريعة تعمل فيها قطارات كهربائية، يرافقها طريق سريع لنقل البضائع والمسافرين يمتد بالتوازي تقريباً مع خط السكة الحديد من ميناء الفاو إلى الحدود العراقية التركية في مسارات جديدة.

ورجّح الكعبي إنجاز مرحلة التصاميم في سبتمبر المقبل، وبعدها سيحال المشروع إلى التنفيذ، حيث تم إنجاز التوقيتات الخاصة بشبكة السكك الحديد بالاتفاق مع الشركة الاستشارية الإيطالية المكلفة بإعداد تصاميم المشروع.

من جهته، توقع المدير العام للشركة العامة لموانئ العراق فرحان الفرطوسي أن يكتمل مشروع ميناء الفاو الكبير خلال العام 2025، والقناة الجافة بحلول العام 2029 على أبعد تقدير.

ويتميز المشروع المرتقب باختصار الوقت والمسافة، حيث تستغرق الرحلة من مياه الخليج إلى تركيا عبره نحو 12 إلى 16 ساعة بالسيارة وأقل من ذلك بالقطار، ويكلف إنشاء خط السكك الحديد ثنائي المسار من البصرة إلى الحدود التركية نحو 13 مليار دولار، وفق تقديرات الحكومة العراقية.

وترى الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم أن المشروع مهم جداً؛ لكونه بمنزلة صلة الوصل بين أطراف مهمة واستراتيجية في الشرق الأوسط، متمثلة بدول الخليج وثقلها الاستراتيجي والاقتصادي، علاوة على ثقلها في عالم الطاقة، وتركيا التي تعتبر البوابة إلى أوروبا.

وتضيف سميسم في حديثها لموقع “الخليج أونلاين” الاليكتروني إن العراق لو تمكن من استغلال المشروع بطريقة علمية واقتصادية يستطيع أن يحقق الفوائد لنفسه وللأطراف الأخرى أيضاً، والمتمثلة بتركيا من جهة ودول الخليج من جهة أخرى.

وتلفت إلى أن مسألة اختصار المسافات قضية مهمة جداً؛ لأنها تعمل على تقليل عنصر الكلفة في النقل، لا سيما في نقل الطاقة التي بدأ العالم ينتبه لها بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، في ظل وجود حاجة كبيرة إلى الغاز، لكن الطرق غير مهيأة. 

وتتابع سميسم القول إن “مشروع الطريق البري لو تم عبر العراق فسيختصر مرور الغاز إلى أكثر من جهة”، مشيرة إلى أنه طريق مباشر آمن، بعكس مخاطر النقل البحري، إذ يمكن للمشروع أن يزود أوروبا ويقلل من الضغط الاستراتيجي والأمني عليها تجاه الغاز الروسي.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار