واشنطن بوست: التوتر بين باكستان وإيران يهدد الاستقرار الإقليمي

19-01-2024, 21:14

+A -A
الغد برس/متابعة   

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن التوتر الأخير بين باكستان وإيران يهدد الاستقرار الإقليمي، إذ تبادلت الدولتان قصف المنطقة الحدودية المتنازع عليها في بلوشستان.

وقالت الصحيفة في تقرير إن القصف الباكستاني يمثل أول ضربة كبيرة معلنة على الأراضي الإيرانية من قبل قوة أجنبية، منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات.

وأضافت أن الصراع اندلع بسبب الصواريخ الإيرانية التي استهدفت جيش العدل، وهي جماعة أصولية سنية مسلحة، ما أدى إلى ضربة انتقامية من قبل باكستان على الأراضي الإيرانية.

ولفتت الأعمال العدائية الأخيرة الانتباه إلى المعضلة المشتركة التي تواجهها الدولتان في التعامل مع بلوشستان، وهي منطقة معروفة بتضاريسها ودرجات الحرارة وتمتد على الحدود الإيرانية الباكستانية، وتشكل تحديًا أمنيًا شائكًا لكلا البلدين.

وتتمتع المجتمعات المحلية في مقاطعات بلوشستان الشاسعة ذات الكثافة السكانية المنخفضة على جانبي الحدود بتاريخ من التمرد والمظالم ضد الدولة المركزية.

وأكدت" واشنطن بوست" أن الأهمية الجيوسياسية للمنطقة تتجلى من خلال قدرتها على أن تكون معقلاً للنشاط المناهض للدولة، إذ تنظر كل من طهران وإسلام آباد إلى المناطق الحدودية على أنها عرضة للتدخل السري من قبل القوى المعادية، بما في ذلك إسرائيل والهند والولايات المتحدة.

وذكرت أن الدولتين صورتا حركات التمرد في المنطقة الحدودية على أنها متجذرة جزئيا في الخارج، الأمر الذي خلق شبكة معقدة من الاتهامات والاتهامات المضادة.

وأضافت الصحيفة أنه في حين أن الجماعات التي تستهدفها إيران وباكستان، بما في ذلك جيش العدل وسلفه جند الله، لا يمكنها أن تدعي أنها تمثل أغلبية الرأي العام البلوشي، فإن السياق التاريخي للتمرد ضد السلطة المركزية واضح، فقد تصارعت الدولتان مع الانتفاضات، وسعت إلى تقويض الهوية السياسية البلوشية على مر السنين.

وأشارت إلى أنه بالنسبة لباكستان، يعد استقرار بلوشستان أمرًا بالغ الأهمية؛ بسبب مشاريع البنية التحتية الكبرى التي تدعمها الصين، بما في ذلك ميناء تاريخي وممر تجاري يهدف إلى تنشيط اقتصاد البلاد الراكد، إلا أن هذه المبادرات واجهت تأخيرات، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى التمرد الانفصالي المستمر منذ فترة طويلة في المنطقة.

ويُنظر إلى الضربات الإيرانية على باكستان على أنها محاولة لحفظ ماء الوجه بعد الإحراج الذي تعرضت له في وقت سابق من العام عندما تم استهداف تجمع رفيع المستوى في كرمان، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، حيث جاء ذلك خلال إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال قائد الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.

وختمت الصحيفة أنه بينما تتوسط الجهات الفاعلة الإقليمية، خلف الكواليس، لتهدئة التوترات، فقد أثرت الأزمة بالفعل على العلاقات الإيرانية الباكستانية.

وأردفت أن التصميم الدقيق لتصريحات كلا البلدين يشير إلى رغبة مشتركة في تجنب المزيد من التصعيد، رغم التحديات الأساسية التي تفرضها مناطق بلوشستان الحدودية المضطربة.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار