تقرير بريطاني: قصف العراق سيعرض المصالح الأمريكية للمزيد من الاستهداف

4-02-2024, 17:21

+A -A
الغد برس/بغداد
خلص تقرير صحفي بريطاني، اليوم الأحد، إلى أن الهجمات الانتقامية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على العراق وسوريا "ربما تؤدي إلى نتائج عسكية"، فيما أشارت إلى أن واشنطن "في انحيازها ودعمها اللا متناهي" للكيان الإسرائيلي الذي يشن حرباً مدمرة على غزة  "لا تولي أي اهتمام لمستقبل مصالحها في الشرق الأوسط، والعالم الإسلامي على حد سواء".
وذكر موقع "بي بي سي عربي"، أن "الضربات الجوية الأخيرة، التي شنتها واشنطن، على أهداف في العراق وسوريا، وقالت إنها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، والفصائل التي تدعمها طهران، تثير المزيد من التساؤلات، حول ما إذا كانت مثل تلك الضربات، والتي قالت أمريكا إنها ستستمر، قد تفلح في ردع الجماعات التي تهاجم مصالح أمريكية، على خلفية الحرب في غزة، وما تبديه واشنطن من انحياز واضح لإسرائيل، أم أنها على العكس، ستؤدي إلى اتساع نطاق الحرب ضد المصالح الأمريكية".
وأشار إلى أن "تقارير واستطلاعات للرأي، عن أن الدعم الأمريكي اللا متناهي لإسرائيل، في حربها الدائرة في غزة، زاد من مشاعر الكراهية لواشنطن في أوساط الرأي العام العربي".
ونقلت عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في بيان له قوله إن الهجمات الأمريكية تمثل "مغامرة وخطأ استراتيجيا آخر ترتكبه الحكومة الأمريكية ولا نتيجة لها سوى ازدياد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة".
وعد "بي بي سي عربي" أن هذا مؤشراً على أن "الضربات الأمريكية، ربما تؤدي إلى نتائج عكسية"
وفي الجانب العراقي، الذي شهد جانبا من الهجمات، استدعى العراق القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد، وقدم له احتجاجا رسميا، في وقت قالت فيه الخارجية العراقية في بيان إن "العراق أكد مجددا رفضه أن تكون أراضيه ساحة لتصفية الحسابات بين الدول المتخاصمة؛ إذ إن بلدنا ليس المكان المناسب لإرسال الرسائل واستعراض القوة بين المتخاصمين:,
وتابع "رغم تأكيد كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير دفاع لويد أوستن، مرارا على أن أمريكا، لا تسعى إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط، فإن مراقبين يعتبرون، أن الدعم الأمريكي اللامتناهي لإسرائيل، في الحرب الدائرة في غزة، جعلها متورطة شاءت أم أبت، في صراع أوسع نطاقا في المنطقة، ربما يعرض مصالحها لمزيد من الاستهداف، من قبل ما يعرف بفصائل محور المقاومة في المنطقة، والمدعوم من قبل إيران".
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد قال في بيان له "نحن لا نسعى إلى صراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر، لكن الرئيس وأنا لن نتسامح مع الهجمات على القوات الأمريكية، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا".
وذكر الموقع البريطاني أنه "لئن كانت الهجمات الانتقامية الأخيرة لواشنطن، ردا على الهجوم الذي تعرض له الموقع العسكري الأمريكي في الأردن، هي آخر سلسلة من التصعيد في المنطقة، في ظل الحرب الدائرة في غزة، فإن مراقبين يعتبرون أن مايؤدي إلى كل ذلك التصعيد، هو تزايد نسبة الكراهية للولايات المتحدة، بفعل سياستها المنحازة لإسرائيل في حرب غزة".
وقال "يعتبر هؤلاء المراقبون، أنه لم يسبق أن انحازت واشنطن لصالح إسرائيل منذ عقود، كما فعلت منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، الذي شنته حماس على مستوطنات إسرائيلية، حيث استنفرت الإدارة الأمريكية كل امكانيات البلاد لصالح إسرائيل".
وأردف "على مدار أشهر حرب غزة الممتدة، لقيت إسرائيل دعما لا متناهيا، على المستويين العسكري والسياسي من قبل واشنطن، إذ تدفقت وماتزال تتدفق عليها امدادات الأسلحة الأمريكية، بينما تكررت زيارات بايدن ووزير خارجيته لإسرائيل، في إظهار للدعم وفي مساعي للتغطية السياسية، على ما تقوم به إسرائيل من مخالفات خلال تلك الحرب".
ولفتت إلى أنه "بدا من وجهة نظر المراقبين، أن واشنطن خلال كل تلك الفترة، لا تولي أي اهتمام لمستقبل مصالحها في الشرق الأوسط، والعالم الإسلامي على حد سواء".
وتابع أنه "على المستويين الرسمي والشعبي، في المنطقة العربية، كانت الرسائل واضحة لواشنطن، تحذر من أن الولايات المتحدة، تخسر حتى حلفائها في المنطقة، عبر انحيازها الكامل لإسرائيل".
وفي برقية أرسلتها السفارة الأمريكية، في العاصمة الأردنية عمّان ونشرتها شبكة "سي إن إن" التليفزيونية، كان التحذير واضحا من أن الولايات المتحدة تخسر بشدة في "ساحة معركة الرسائل".
ووفقا للبرقية المنشورة فإن "هذا التقييم جاء بناء على "محادثات مع مجموعة واسعة من المصادر الموثوقة والرصينة"، مشيرة إلى أن "واشنطن تخسر العرب العربية على مدى جيل كامل، بدعمها القوي للهجوم الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قد تناولت في تقرير لها مؤخرا، مخاطر القبول الأمريكي للهجمات، التي يشنها الكيان الإسرائيلي، على مخيمات اللاجئين والمستشفيات والمباني السكنية، وتأثيره السلبي على مكانة واشنطن، في المنطقة وخارجها، مؤكدة أن هناك حالة غضب متنامية في الشرق الأوسط، تجاه الولايات المتحدة وليس فقط تجاه الكيان الإسرائيلي.
وقال "بي بي سي عربي"، إنه "وسط ما يصفه المراقبون، بتعمق الصورة السلبية، للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، على خلفية انحيازها لإسرائيل في الحرب الدائرة في غزة، فإنه من غير المتوقع أن تؤدي الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة، إلى انحسار الصراع بل أنها برأيهم قد تؤدي إلى توسعه، وإلى مزيد من الاستهداف للمصالح الأمريكية في المنطقة".
وختم قائلاً: "يرى بعض هؤلاء، أن أمريكا ورغم ما أعلنته مرارا، خلال السنوات الماضية، من أنها تسعى للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط ،فإن الأحداث المتلاحقة في المنطقة، تجعلها تتورط فيها، يوما بعد يوم، خاصة في ظل التزامها المطلق، بحماية إسرائيل حتى لو أدى ذلك إلى وقوفها في وجه كل المنطقة العربية، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي".

كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار