المسيرات والذكاء الاصطناعي..حرب مفتوحة بمعادلات جديدة

19-02-2024, 17:13

+A -A
الغد برس/متابعة   

فرضت تحديات ابتكارات التكنولوجيا، والإستراتيجيات العسكرية، معادلات جديدة في الصراعات المعاصرة.

وفي هذا الإطار، سلَّط مؤتمر ميونخ للأمن، الذي ضم زعماء العالم والعسكريين ومستشاري الأمن الدوليين، الضوء على حرب المُسيّرات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وأثرها على الأمن الدولي، وفقًا لموقع "بلومبيرغ" الأمريكي.

في الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، الذي دخل عامه الثالث، برز التقدم الذي شهدته حرب المُسيّرات، كأداة مهمة لأوكرانيا لتحييد التفوق العسكري الروسي جزئيًّا.

ومكنت المسيرات، وهي غير مكلفة نسبيًّا لكنها فعالة للغاية، القوات الأوكرانية من تنفيذ هجمات انتقامية، والوصول في بعض الأحيان إلى أهداف في عمق الأراضي الروسية.

ومع ذلك، حذَّر المسؤولون في المؤتمر من أنه سيكون من الصعب على قوى حلف شمال الأطلسي "الناتو" فرض سيطرتها على المجال الجوي في مناطق الصراع بسبب تكنولوجيا المسيرات، وهو ما يحتّم على الدول الأوروبية تعزيز دفاعاتها الجوية.

وخلال المؤتمر، عرض ميخايلو فيدوروف، وزير التحول الرقمي الأوكراني، لقطات ومقاطع فيديو من الضربات الناجحة الأخيرة على السفن الروسية بالقرب من شبه جزيرة القرم باستخدام طائرات مسيرة تحت الماء، إذ مكَّنت هذه الضربات أوكرانيا من إنشاء ممر حيوي لشحن الحبوب في البحر الأسود والحفاظ عليه، وهو ما يشكل تحديًا مباشرًا لسيطرة موسكو في المنطقة.

وكان "بلومبيرغ" كشف في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن نقل روسيا الجزء الأكبر من أسطولها في البحر الأسود إلى مواقع أكثر أمانًا في أعقاب الضربات الأوكرانية بالقرب من القرم.

وفي الأثناء، تزايدت استثمارات أوكرانيا في الطائرات المسيرة، بعد ثبوت فاعليتها الكبيرة ونجاحها اللافت في ساحة المعركة، مع تعهد مجموعة من حلفاء كييف بتوريد مليون طائرة مسيرة في غضون عام واحد.

بالإضافة إلى ذلك، تخطط المملكة المتحدة ودول أخرى لتوفير مسيرات جديدة مدعمة بالذكاء الاصطناعي قادرة على اجتياح الأهداف الروسية في وقت واحد؛ ما يزيد من تعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا.

أحد المنتجات التي تم عرضها في المؤتمر الأمني هو طائرة اعتراضية مسيرة بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، طورتها شركة (TytanTechnologies) الناشئة، وتم تصميمها خصوصًا لمواجهة انتشار مسيرات شاهد الإيرانية رخيصة الثمن، التي نشرتها روسيا على نطاق واسع في حملتها العسكرية على أوكرانيا.

ويهدف هذا الحل المبتكر إلى تخفيف العبء المالي المترتب على الأسلحة التقليدية المضادة للطائرات، التي يكلف نشرها ملايين الدولارات.

علاوة على ذلك، برز الذكاء الاصطناعي كموضوع محوري في مناقشات المؤتمر. ورغم الحماسة الكبيرة حيال إمكاناته الهائلة، فإن المخاوف بشأن إساءة استخدامه من قبل جهات سيئة، برزت بقوة أيضًا.

كما قدمت شركات التكنولوجيا، بما في ذلك  Google، تدابير للكشف عن تزييف الانتخابات، وعرضت أدوات جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الدفاعات عبر الإنترنت ضد التهديدات السيبرانية.

وأعلنت Google أيضًا عن مِنح بقيمة 10 ملايين دولار للشركات الناشئة الأوكرانية، مؤكدة أهمية دعم ريادة الأعمال وتشجيع الاستثمار الأجنبي في أوكرانيا كجزء من جهد أوسع لتعزيز المبادئ الديمقراطية وسيادة القانون.

وفي حين يستعد العالم لعام من الانتخابات المهمة في العديد من البلدان، اكتسبت قضية نزاهة التصويت، ومحاربة المحتوى "المخادع" الناتج عن الذكاء الاصطناعي، اهتمامًا كبيرًا.

وتعهدت شركات التكنولوجيا الكبرى، إلى جانب مطوري الذكاء الاصطناعي مثل (OpenAI) و(Stability AI)، بالتعاون في مكافحة انتشار المحتوى المزيف العميق أثناء الانتخابات، في ظل التهديد الكبير الذي يشكله على العمليات الديمقراطية.

وأكد مؤتمر ميونخ الحاجة إلى التعاون الدولي لمعالجة التهديدات الناشئة عن الحرب السيبرانية، لا سيما ما يتعلق بالتلاعب بالمعلومات أثناء الانتخابات، من خلال تقنية التزييف العميق أو Deepfake التي تقوم على الذكاء الاصطناعي.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار