مستشار الأمم المتحدة: بيانات الأفراد بالتعداد السكاني سرية ولا تُمنَح إلى أي جهة
اليوم, 11:32
أدّت الخلافات الداخلية والاختلاف في وجهات النظر بشأن مشروع سيارة "أبل" إلى تعثّر الجهود لسنوات، قبل أن يتم إلغاؤها هذا الأسبوع.
وعلى مدى العقد الماضي، كان لدى العديد من موظفي شركة "أبل" الذين يعملون في مشروع السيارة السري للشركة، الذي يحمل الاسم الرمزي "تيتان"، اسم أقل إرضاءً للمشروع، وهو "كارثة تيتانيك"؛ لأنهم كانوا يعلمون أن المشروع قد يفشل.
وجهات نظر متضاربة
وطوال فترة المشروع، تم إلغاء تطوير السيارة وإعادة تشغيلها عدة مرات، ما أدى إلى الاستغناء عن مئات العمال على طول الطريق.
ونتيجة لوجهات النظر المتضاربة بين القادة حول الشكل الذي يجب أن تكون عليه سيارة "أبل"، فقد بدأت كمركبة كهربائية من شأنها أن تنافس شركة "تسلا"، وتحوّلت إلى سيارة ذاتية القيادة لمنافسة شركة "وايمو" التابعة لشركة "غوغل". وبحلول وقت إلغائها، عندما أعلن المسؤولون التنفيذيون داخليًا أن المشروع قد تم إيقافه، وأنه تمت إعادة تعيين العديد من أعضاء الفريق للعمل على الذكاء الاصطناعي، كانت شركة "أبل" قد أنفقت أكثر من 10 مليارات دولار على المشروع، وعادت السيارة إلى بداياتها كمركبة كهربائية ذات ميزات مساعدة في القيادة تنافس "تسلا"، وفقًا لأشخاص عملوا في المشروع على مدار العقد الماضي.
حقيقة مرة
عندما أطلقت شركة "أبل" مشروعها للسيارات عام 2014، كان ذلك وسط تدافع من المستثمرين والمديرين التنفيذيين والمهندسين والشركات الذين يطاردون فكرة السيارة ذاتية القيادة.
وبعد أن بدأت شركة "غوغل" في اختبار النماذج الأوّلية على الطرق العامة في كاليفورنيا، أصبح من المؤكد أن المركبات ذاتية القيادة ستصبح شائعة قريبًا، وكان ذلك رأي "أبل" أيضًا.
وفي ذلك الوقت، كانت الشركة قد انتهت للتوّ من إنتاج ساعة Apple Watch، وأصبح المهندسون قلقين بشأن بدء العمل على شيء جديد، لذلك وافق تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة "أبل"، على مشروع السيارة جزئيا لمنع انتقال المهندسين إلى "تسلا".
وكانت شركة "أبل" بحاجة أيضًا إلى إيجاد طرق جديدة لتوسيع أعمالها خوفاً من تباطؤ مبيعات أجهزة "آيفون" في السنوات المقبلة، لكن كانت هناك حقيقة مرة واضحة للجميع، هي أنه إذا تم طرح سيارة "أبل" في السوق، فمن المرجح أن تكلّف ما لا يقلّ عن 100 ألف دولار، وستظل تحقّق أرباحًا ضئيلة للغاية مقارنة بالهواتف الذكية وسماعات الأذن، كما ستصل أيضًا بعد سنوات من سيطرة "تسلا" على السوق.
ويقال إن "أبل" أجرت بعض المناقشات مع إيلون ماسك حول الاستحواذ على شركة "تسلا"، ولكن في نهاية المطاف، قرّرت أن بناء سيارتها الخاصة أمر أكثر منطقية من شراء ودمج شركة أخرى.
توظيف آلاف الأشخاص
منذ بدايته، كان المشروع يعاني من اختلاف وجهات النظر حول ما ينبغي أن يكون عليه، فبينما كان بعض المدراء يريد بناء سيارة كهربائية تنافس "تسلا"، أراد البعض الآخر تطوير سيارة ذاتية القيادة.
وأنفقت شركة "أبل" أموالا طائلة لتوظيف آلاف الأشخاص من ذوي الخبرة في التعلّم الآلي وغيره من القدرات الحاسمة لصنع سيارة ذاتية القيادة. وأصبح الفريق المخصص لتطوير السيارة مؤلفاً من أكثر من 2000 موظف، ويضم مهندسين عملوا في وكالة "ناسا"، وآخرين قاموا بتطوير سيارات السباق لشركة "بورشه". وطوّر الفريق مجموعة من التقنيات الجديدة، بما في ذلك الزجاج الأمامي الذي يمكن أن يعرض الاتجاهات خطوة بخطوة، وفتحة سقف تحتوي على بوليمر خاص لتقليل حرارة الشمس، كما استحوذت "أبل" على العديد من الشركات الناشئة للانضمام إلى فريق السيارات.
وفي عام 2021، عيّنت شركة "آبل" كيفن لينش، المدير التنفيذي وراء ساعتها الشهيرة Apple Watch، مسؤولاً عن السيارة، في محاولة لدفع المشروع نحو النجاح.
رسم مفاهيم السيارة
قام فريق من المصممين برسم مفاهيم لسيارة تبدو وكأنها حافلة صغيرة أوروبية، تحتوي على ست نوافذ وسقف منحنٍ، ولم تكن بها عجلة قيادة، ويمكن التحكم بها باستخدام مساعد "أبل" الافتراضي سيري.
وحصلت شركة "أبل" على تصاريح لبدء اختبار قيادة سيارات "لكزس" الرياضية متعددة الاستخدامات المجهزة بأجهزة استشعار وأجهزة كمبيوتر من كاليفورنيا. كما أجرت مناقشات مع شركات صناعة السيارات مثل "بي ام دبليو" و"نيسان" و"مرسيدس"، قبل إبرام صفقة مع شركة "فولكس واجن" لتوفير شاحنات نقل لحافلات ذاتية القيادة تسير في حرم شركة "أبل".
وفي السنوات التالية، تم تسريح أكثر من 200 موظف في المشروع الذي كان يركّز على الجهود المبذولة لبناء نظام القيادة الذاتية، كما تم عكس خطط الشركة، وعادت إلى فكرتها الأصلية المتمثلة في صنع سيارة كهربائية.
آيفون أكثر أهمية
في بداية هذا العام، قررت "أبل" أنه من الأفضل استغلال وقت الشركة في العمل على الذكاء الاصطناعي التوليدي بدلاً من السيارة، حسبما أخبرت الشركة الموظفين في اجتماع داخلي، وقالت إنه ستتم إعادة تكليف بعض أعضاء فريق Project Titan الذي كان يعمل على السيارة للعمل على الذكاء الاصطناعي. والغريب أن الأشخاص الذين عملوا في المشروع أشادوا بقرار إغلاقه، قائلين إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون ذا قيمة لا تقدّر بثمن بالنسبة لمستقبل أعمال "آيفون" بالغة الأهمية للشركة.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار