التخطيط: أجرينا تعداداً للبدو الرحل في النجف والمثنى ونينوى والأنبار وذي قار
اليوم, 14:30
قال موقع "جيو بولتيكال مونتيور" الكندي، اليوم الأربعاء، إن تركيا تعتبر بمثابة بوابة العراق الى أوروبا خاصة بعد اطلاق مشروع طريق التنمية عقب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى العاصمة بغداد الشهر الماضي.
وكتب الموقع الكندي، تقريراً ترجمته "الغد برس"، ذكر فيه ان "الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق تمثل لحظة ذات أهمية تاريخية كبيرة، وإلى جانب قيمتها الرمزية، أثارت هذه المشاركة الدبلوماسية مناقشات واتفاقيات بعيدة المدى مع إمكانية إعادة تشكيل إطار التعاون بين تركيا والعراق، وقد يكون لهذه التطورات تأثيرات سياسية واقتصادية بعيدة المدى على الدول المجاورة أيضًا".
وأضاف إن "العلاقة التاريخية بين تركيا والعراق اتسمت بتفاعل معقد من العوامل، الأمر الذي يتطلب مراقبة دقيقة للأحداث الجارية، حيث منذ تشكيل كلا البلدين، تراوحت تفاعلاتهما من التعاون إلى الصراع، في البداية، حافظت تركيا على موقف الحياد الحذر تجاه العراق، ومع ذلك، فإن صعود صدام حسين في أواخر السبعينيات غيّر هذه الديناميكية، حيث أدت سياسات صدام العدوانية وأعماله العدائية، بما في ذلك الصراعات مع إيران والكويت، إلى توتر العلاقات بين تركيا والعراق، كما انضمت تركيا إلى الجهود الدولية لمواجهة تشدد صدام حسين، خاصة خلال حرب الخليج عام 1991".
وتابع، أنه "في العقود التالية تقلبت علاقات تركيا مع العراق، مع نجاح محدود في التعامل مع الفصائل الكردية وتوترت العلاقات مع الحكومة العراقية المركزية ما أدى ذلك إلى جمود دبلوماسي، ودفع تركيا إلى إعادة تقييم نهجها"، مبيناً ان"أنقرة اتبعت منذ عام 2008، استراتيجية جديدة للتعامل مع مختلف أصحاب المصلحة العراقيين، وبقيادة الجهود الدبلوماسية التي قادها في الغالب هاكان فيدان، هدفت تركيا إلى تعزيز أمنها وتعزيز الرخاء الاقتصادي من خلال مبادرات وخطط إقليمية جيدة التصميم، ويؤكد المسؤولون أن الجهود كانت متزامنة مع المصالح الوطنية لتركيا، بينما كانت ترتكز أيضًا على إطار تنمية إقليمي يهدف إلى إفادة جميع الأطراف المعنية"، وفقاً للتقرير الكندي.
ولفت موقع "جيو بولتيكال مونتيور"، الى أن "زيارة الرئيس أردوغان الأخيرة إلى العراق هي دليل على هذه الجهود على أعلى المستويات، وتفتح آفاقًا للحوار البناء والتعاون بين البلدين، ومن خلال البناء على النجاحات السابقة ومعالجة التحديات طويلة الأمد، لدى كل من تركيا والعراق الفرصة لإقامة علاقة متبادلة المنفعة يمكن أن تكون لها آثار إيجابية على المنطقة بأكملها".
وأردف الموقع، :"لقد كان كل من العراق وتركيا يوليان قيمة عالية لعلاقتهما الثنائية، ولا يستطيع أي منهما أن يتجاهلها، ولدى تركيا ثلاثة أسباب رئيسية لمتابعة التطورات في العراق عن كثب والتعامل معها، أولاً، هناك روابط تاريخية عميقة، وروابط قرابة (تركمانية)، وجغرافية، واليوم، أصبحا جيرانًا، ويتقاسمان حدودًا يبلغ طولها حوالي 400 كيلومتر، ثانياً، ترى تركيا نفسها قوة إقليمية، إلى جانب أدوارها في الصناعة والتجارة والزراعة؛ وهي تسعى جاهدة إلى إيجاد فرص للتعاون الاقتصادي مع الدول المجاورة مثل العراق لتوسيع مجالها الاقتصادي، ونظراً لموارد العراق الغنية والحاجة إلى إعادة البناء والتنمية في جميع القطاعات، ترى تركيا نفسها في وضع جيد للمساهمة بشكل هادف في هذه الجهود، وثالثا، تهتم تركيا بحماية أمنها ومصالحها الوطنية، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب. ويشكل وجود الجماعات المسلحة في العراق، مثل حزب العمال الكردستاني، تهديدا لاستقرار تركيا ومصالحها. تم الاعتراف بحزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وهيئات دولية أخرى. ترى تركيا أن معالجة هذا التهديد أمر بالغ الأهمية لأمنها واستقرارها، بل وتعتبره أيضًا تهديدًا وجوديًا لبقائها".
وأكمل، أنه "بالنسبة للعراق، تبرز علاقته مع تركيا كأولوية حاسمة بين علاقاته مع الدول المجاورة والمنطقة، وفي هذا السياق، هناك مجال محدود للمناورات السياسية أو النزاعات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن 70% من المياه التي تدخل العراق تأتي من الأراضي التركية، وعلى العكس من ذلك، تعتبر تركيا بمثابة بوابة العراق إلى أوروبا، وهذا مهم لعدة أسباب، ومن الناحية الاستراتيجية، تلعب تركيا دورا هاما في نقل وتصدير النفط العراقي، بالإضافة إلى ذلك، يحتل كلا البلدين مواقع فريدة على طرق التجارة العالمية، حيث يعملان كجسر حيوي بين آسيا وأوروبا، وتعزز هذه الميزة الجغرافية إمكانات التعاون الاقتصادي والمنفعة المتبادلة".
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار