وزير العمل: شملنا مليوناً و200 ألف أسرة بالإعانة الاجتماعية خلال عامٍ ونصف
أمس, 14:45
الغد برس/ متابعة
مسعى طموح باسم "مشروع الضوء الأخضر" هو إحدى مبادرات «غوغل» الساعية لتحسين تدفق حركة المرور عند التقاطعات الحضرية باستخدام الذكاء الاصطناعي. يهدف المسعى إلى تقليل الوقت الذي يمضيه الأفراد في الانتظار عند إشارات المرور، وبالتالي التخفيف من الازدحام المروري وخفض استهلاك الوقود. للمشروع، الذي يعد جزءاً من جهود الاستدامة التي تبذلها "غوغل للأبحاث" أهمية خاصة، في سياق تغير المناخ العالمي وتحديات التوسع الحضري.
لماذا مشروع الضوء الأخضر؟
يساهم النقل الحضري بشكل كبير في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى طبيعة حركة المرور المتقطعة عند التقاطعات. وتعدّ معالجة هذه المشكلة أمراً بالغ الأهمية للاستدامة البيئية وكفاءة التنقل الحضري. غالباً ما تكون الطرق التقليدية لإدارة تدفق حركة المرور، مثل تثبيت أجهزة باهظة الثمن أو إجراء تعداد يدوي للمركبات، غير كافية لتوفير البيانات الشاملة اللازمة للحلول الفعالة.
يتدخل مشروع «Green Light» من «غوغل» كحلّ مبتكر يستفيد من بيانات خرائط «غوغل» لتطوير نماذج مدفوعة بالذكاء الاصطناعي. تحلل هذه النماذج أنماط المرور، وتوفر رؤى قابلة للتنفيذ لمهندسي المرور في المدينة، ما يمكّنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة حول توقيت إشارات المرور ومزامنتها. الهدف النهائي هو تبسيط تدفق المرور، وتقليل أوقات الخمول عند التقاطعات، وبالتالي تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات.
يوجد في جوهر مشروع «Green Light» نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يعالج معلمات مختلفة لإشارات المرور، مثل طول الدورة، وأوقات الانتقال، والتقسيم الأخضر، ووظائف المستشعر. من خلال تفسير هذه المعلمات، ينشئ النظام نموذجاً مفصلاً لسلوكيات المرور، بما في ذلك متوسط أوقات الانتظار وتكرار فترات التوقف والانطلاق. ثم يحدد هذا النموذج التحسينات المحتملة التي يمكن إجراؤها على إعدادات إشارات المرور.
يتم تجميع هذه التوصيات في لوحة معلومات شاملة، يراجعها بعد ذلك مهندسو المرور في المدينة. قد تتضمن التغييرات المقترحة تقليل مدة الإشارات الحمراء خلال فترات انخفاض حركة المرور أو مزامنة التقاطعات غير المتزامنة. ومن الجدير بالذكر أن هذه التعديلات يمكن تنفيذها غالباً باستخدام البنية التحتية الحالية في غضون دقائق، ما يجعل العملية فعّالة ومنخفضة التكلفة.
وتم بالفعل نشر مشروع «Green Light» في أكثر من 12 مدينة حول العالم، بما في ذلك المراكز الحضرية الكبرى، مثل بنغالورو وبوسطن وريو دي جانيرو وسياتل. ووفقاً لـ«غوغل»، كانت المبادرة فعّالة للغاية، حيث قللت من حركة المرور المتقطعة بنسبة تصل إلى 30 في المائة، وخفّضت الانبعاثات عند التقاطعات بنسبة تصل إلى 10 في المائة. ويترجم هذا إلى فوائد بيئية كبيرة، نظراً للعدد الكبير من رحلات السيارات التي تؤثر عليها هذه التخفيضات، بما يصل إلى 30 مليون رحلة شهرياً.
لا يُقاس نجاح المشروع من خلال تدفق حركة المرور المحسّن فقط، ولكن من خلال الوقت الذي يوفّره السائقون، والانخفاض المقابل في استهلاك الوقود أيضاً. تراقب «غوغل ريسارتش» (Google Research) هذه المقاييس باستمرار، وتشارك النتائج مع المدن المشاركة لإثبات الفوائد الملموسة للمشروع.
أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية
يعد مشروع «Green Light» جزءاً من اتجاه أوسع حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لحل التحديات الحضرية المعقدة. في تطور ذي صلة، تتعاون «غوغل» مع ولاية كاليفورنيا لتطوير حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإدارة حركة المرور والتوجيه الضريبي وسلامة الطرق. تتضمن هذه الشراكة كثيراً من شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك «OpenAI» و«Amazon» و«Anthropic»، بهدف تعزيز الخدمات العامة.
وقد بدأت كاليفورنيا تجربة داخلية لمدة 6 أشهر، حيث يقوم موظفو الولاية باختبار وتقييم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه. وتتلقى كل شركة مشارِكة رسوماً رمزية، قدرها دولار واحد، ما يرمز إلى الالتزام بالابتكار، بدلاً من الربح. الهدف النهائي للولاية هو تحديد وتنفيذ الأدوات الأكثر فاعلية لتحسين الخدمات العامة، على الرغم من مواجهة قيود الميزانية.
ويؤكد نجاح مشروع «الضوء الأخضر» على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في الإدارة الحضرية. من خلال الاستفادة من البيانات والخوارزميات المتطورة، لا تعمل «غوغل» على تحسين تدفق حركة المرور فحسب، بل تساهم أيضاً في تحقيق أهداف بيئية أوسع نطاقاً.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار