كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على نتائج الانتخابات الأمريكية؟

23-08-2024, 20:09

+A -A
الغد برس/بغداد 

ذكر موقع "واللا" الإخباري، اليوم الجمعة، أن ثمة مخاوف لدى خبراء من احتمالات خلق واقع بديل كاذب للمشهد السياسي بالولايات المتحدة الأمريكية، عبر هندسة عقول الناخبين، ونشر أكاذيب مضللة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، من شأنها أن تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ودلّل على توسع الاستعانة بالذكاء الاصطناعي بقيام المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمشاركة صورة زائفة لمطربة البوب تيلور سويفت، تدعو الناخبين إلى التصويت له في الانتخابات الرئاسية القادمة، قبل أن ينفي صلته بها.

كما اتهم ترامب المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس باستخدام الذكاء الاصطناعي لتضخيم الحشود خلال زيارتها لمدينة ديترويت.

وكان ترامب قد نشر عبر حسابه على منصة "إكس" صورة لهاريس أمام حشد من الجمهور يرفع رايات حمراء وأعلام الاتحاد السوفيتي السابق.

وقبل ذلك نشر ترامب أيضًا مقطع فيديو يظهره مع رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، مالك منصة إكس، يرقصا معًا على إيقاع أغنية فريق الـ Bee Gees الشهيرة Staying alive.

ولفت موقع "واللا" إلى أن أيًّا من تلك المواقف لم تحدث، ولكن المرشح الجمهوري ترامب تبنى قاعدة "الاستخدام الواسع للذكاء الاصطناعي"؛ لكي يخلق روايات وقصص كاذبة لمؤيديه وناخبيه دون اكتراث بالحقيقة.

وتساءل "واللا" عن تأثير تقنية "التزييف العميق" على نتائج الانتخابات الأمريكية، ونقل عن زوهار برونفمان، الخبير في "فلسفة الذكاء الاصطناعي" ومؤسس شركة Pecan AI المختصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، قوله إن السياسة هي المكان الأول الذي يشهد توسع حدود الابتكار وخلق واقع آخر.

ومن ثم رأى أن لجوء ترامب إلى الادعاء بأن جمهور مطربة البوب سويفت يحبه، على سبيل المثال، "يندرج تحت إشكالية تنظيمية ما بين الإبداع والتزوير".

وذكر أن ترامب الذي نفى صلته بالصورة صدق في أمر واحد فقط، وهو أن الذكاء الاصطناعي الذي اقتحم حياة الناس يحمل خطرًا بالفعل؛ لأنه قادر على توثيق أحداث لم تقع بالأساس، ويضع تلك القدرة في يد شخص عابر متصل بالإنترنت وأمامه لوحة مفاتيح فحسب.

وتوقع أن تشهد الحملات الانتخابية الأمريكية بث تسجيلات لسياسيين تحمل تصريحات لم تصدر عنهم، ومقاطع فيدو لتشويه سمعة أو لنسب كلام لم يقل أساسًا، أو صور على غرار تلك التي شاركها ترامب من شأنها أن تؤثر على الرأي العام للناخبين بشكل غير عادل، قد تحسم نتائج الانتخابات بشكل قذر وكاذب.

وذهب إلى أن التأثير النفسي لـ "التزييف العميق" أمر في غاية الخطورة، وأنه من زاوية علم النفس، حين يعلم الشخص أن شيئًا ما مزيف، بينما يراه هو حقيقيًا، فإن الأمر يترك أثرًا كبيرًا على إدراكه للواقع.

 وأوضح أن المشكلة الكبرى في الذكاء الاصطناعي تكمن في قدرته على "هندسة الوعي"، وهي ظاهرة يصعب مكافحتها، وقال إن اطلاع الشخص طوال الوقت على معلومات مزيفة جزئيًا أو كليًا، يدخله إلى دوامة تدفعه لاستهلاك المزيد من هذا المحتوى المزيف.

ودعا إلى استخدام القوانين القائمة، وسن تشريعات جديدة من شأنها أن تتصدى للتزييف والمزيفين، مع أنه أقر بأنها لن تكفي وحدها، وأن هناك حاجة لتوفير استجابة تكنولوجية تعتمد بدورها على الذكاء الاصطناعي لكشف عمليات التزييف وحظر المحتوى المزيف.

ودلل على إمكانية حدوث ذلك بأنه في بداية استخدام الإنترنت ظهرت تطبيقات وبرامج وأدوات تعمل كفلاتر لحجب المواقع الإباحية للأطفال، على سبيل المثال، وهو ما يعني ضرورة عمل فلاتر مماثلة يمكنها حجب المحتوى الكاذب والمزيف.



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار