اكتشاف لغز في أعماق الأرض

اليوم, 12:00

+A -A

الغد برس/ بغداد

يدرس العديد من الباحثين الفضاء العميق بنجاح، بينما يحاول آخرون فهم الأسرار التي تخفيها الأرض تحت سطحها الصلب.

 وفي تطور مثير، استفاد علماء الجيوفيزياء السويسريون في دراسة جديدة من قوة أحد أجهزة الكمبيوتر العملاقة، واكتشفوا شيئاً لم يتوقعوا رؤيته أبداً.

وفقاً لعلم الجيولوجيا، ينقسم سطح الأرض الصلب (الغلاف الصخري) إلى صفائح عملاقة تتحرك باستمرار، مما يتسبب في الانجراف القاري كل 400-600 مليون سنة، حيث تتجمع كتل اليابسة ثم تتباعد عن بعضها البعض مرة أخرى. والأرض الآن في منتصف دورة: المحيط الأطلسي يتوسع بضعة سنتيمترات كل عام، بينما المحيط الهادئ، على العكس، يتقلص وسيختفي تماماً في يوم من الأيام. وستندمج آسيا مع أميركا، وسوف تنضم إليهما أستراليا والقارة القطبية الجنوبية.

ويشير الجيولوجيون إلى أن سمك الألواح التكتونية يختلف؛ ففي القشرة القارية يبلغ متوسط سمكها 40 كيلومتراً، بينما يصل متوسط سمك القشرة المحيطية إلى 6-7 كيلومترات. وعند التقارب، تغوص الصفيحة الأرق تحت الصفيحة الأكثر سمكاً وتذوب في الوشاح، في منطقة تُعرف باسم "منطقة الاندساس". وأشهر مثال على ذلك هو "حلقة النار" في المحيط الهادئ، وهي شريط من النشاط البركاني يمتد عبر هاواي، وكامتشاتكا، وكاليفورنيا، ومناطق أخرى.

قرر الجيولوجيون من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا، بالتعاون مع زملائهم من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، دراسة تركيب وشاح الأرض باستخدام طريقة غير مباشرة. وذلك من خلال قياس سرعة انتشار الموجات الزلزالية الناتجة عن الزلازل، حيث يعتمد هذا المؤشر على كثافة وخصائص المادة التي تمر من خلالها الاهتزازات. وبهذه الطريقة، حصل العلماء على ما يشبه صورة الموجات فوق الصوتية للبنية الداخلية للأرض، وكشفوا عن أجزاء من الصفائح التكتونية المحيطية التي غمرها الوشاح بعد اصطدامها بقشرة قارية سميكة في مناطق الاندساس.

لكن الدراسات السابقة لم تكشف عن أي مفاجآت. أما في الدراسة الجديدة، فقد استخدم الباحثون موجات مختلفة سمحت لهم بالحصول على كميات هائلة من البيانات، والتي عُولجت باستخدام كمبيوتر سويسري عملاق. وكشفت النتائج عن وجود كتل شبيهة بأجزاء من صفائح الغلاف الصخري المغمورة في أماكن غير متوقعة، مثل المنطقة الواقعة تحت المحيط الهادئ الغربي، رغم عدم وجود مناطق اندساس معروفة هناك وفقاً للتاريخ الجيولوجي الحديث.

ويوضح توماس شوتن، الباحث في معهد زيوريخ: "بفضل النموذج الجديد عالي الدقة، يمكننا رؤية مثل هذه الشذوذات في كل مكان في وشاح الأرض. لكننا لا نعرف بالضبط ما هي أو من أي مادة تتكون."

ويشبّه البروفيسور أندرياس فيشتنر هذا الاكتشاف بقيام أخصائي موجات فوق صوتية باستخدام جهاز متطور واكتشاف شريان في مكان غير متوقع، مثل الأرداف.

حالياً، لا يستطيع العلماء سوى التكهن بطبيعة هذه الكتل. وفقاً لإحدى النظريات، قد تكون هذه الكتل بقايا صفائح غارقة، بينما تشير نظرية أخرى إلى أنها مواد قديمة غنية بالسيليكون، محفوظة في الوشاح منذ تشكله قبل حوالي أربعة مليارات سنة. وهناك نظرية ثالثة تقترح أنها كتل من الصخور الغنية بالحديد، تجمعت نتيجة حركة المواد المنصهرة.

ويؤكد الباحثون أن الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب استخدام أساليب جديدة في البحث للحصول على معلومات أكثر دقة.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار