جامعات أميركية في أزمة بسبب ضغوط إدارة ترمب

أمس, 19:20

+A -A

الغد برس/ متابعة

تخشى بيليانا، وهي طالبة أجنبية في جامعة كولومبيا، من أن تلاقي مصير مئات من أقرانها أوقفتهم سلطات الهجرة الأميركية أو ألغت تأشيراتهم على خلفية مشاركتهم في نشاطات داعمة للفلسطينيين على خلفية الحرب في غزة.

تسود أجواء مشحونة حرم جامعة كولومبيا مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي، في ظل اتهامات البيت الأبيض للجامعة المرموقة، وغيرها من جامعات «آيفي ليغ»، بمعاداة السامية واعتناق آيديولوجيات «ليبرالية متطرفة»، بينما يسعى أساتذة الجامعة جاهدين لإنقاذ تمويل أبحاثهم.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، تم تهديد مئات من الطلاب الأجانب على مستوى البلاد بإلغاء تأشيراتهم، بينما استُهدف آخرون، وتعرَّض بعضهم للاعتقال، بمَن في ذلك في جامعة كولومبيا؛ بسبب مشاركتهم في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، أو حتى مخالفات مرورية بسيطة.

قالت بيليانا، وهي طالبة قانون تبلغ 29 عاماً، إنها تشعر برعب شديد، لدرجة أنها طلبت عدم الكشف عن اسمها الحقيقي أو بلدها الأصلي في أميركا اللاتينية، وأضافت: «الوضع مرعب حقاً. تشعر كأنك لا تستطيع قول أي شيء أو مشاركة أي شيء».

وتابعت: «لم نعد أنا وأصدقائي ننشر شيئاً على (إكس)، وكثير منا حذفوا منشوراتهم القديمة خوفاً من تجاوز خط أحمر غير مرئي». وأضافت أنها وزملاءها يحاولون فقط «حضور صفوفنا كأي يوم عادي».

«لم نعد موضع ترحيب»

مع اقتراب الامتحانات النهائية الأسبوع الماضي، اعتُقل 80 متظاهراً مؤيداً للفلسطينيين بعد محاولتهم احتلال المكتبة الرئيسية. وسارعت الرئيسة المؤقتة للجامعة إلى إدانة هذه الاحتجاجات.

أكدت بيليانا أنها حرصت على الابتعاد تماماً عن مثل هذه المظاهرات، خوفاً من أن تظهر في صورة، ويتم ربطها بالحدث زوراً.

من جهته، قال وزير الخارجية ماركو روبيو، إن السلطات تراجع أوضاع التأشيرات الخاصة بـ«المخربين» المشاركين، مضيفاً أن «بلطجية (حماس) لم يعودوا موضع ترحيب في أمتنا العظيمة».

وبسبب الاضطرابات، أغلقت جامعة كولومبيا أبوابها أمام العامة، على الرغم من أنها عادة ما تستقطب الآلاف إلى حرمها في مانهاتن.

«حالة فوضى»

اتهمت إدارة ترمب الجامعة بالسماح بانتشار معاداة السامية، وهو اتهام تنفيه كولومبيا بشكل قاطع؛ وعلى أثر هذا الاتهام، قامت الإدارة بقطع نحو 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي المخصص للجامعة.

أما جامعة هارفرد، فقد واجهت الإدارة بتحدٍّ، ورفعت دعوى قضائية لوقف تجميد منح بقيمة مليارَي دولار.

وقالت أستاذة الطب النفسي، ريبيكا موليه، إن منحتها لمشروع بحثي حول التوحد «لم تُلغَ، لكنها لم تُموّل أيضاً. إنها في حالة جمود». وأضافت: «هناك كثير من المنح في هذا الوضع. إنها حالة فوضى، ولا يمكنك إجراء بحث علمي جيد وسط الفوضى».

«لا سبب حقيقياً»

قال البروفسور ماثيو كونلي، المتخصص في سياسات السرية الحكومية ورفع السرية، إن الصندوق الوطني للعلوم الإنسانية ألغى تمويل منحتين دون تقديم «سبب حقيقي».

وأوضح أن المنحتين كانتا تهدفان إلى تدريب الباحثين على تحليل وحفظ السجلات التاريخية، خصوصاً الرقمية منها، واصفاً ذلك بأنه «أحد التحديات الكبرى التي تواجه الباحثين».

ويرى رئيس اتحاد الطلاب، وولف، أن الأمر أكبر من ذلك، وأن «هذا ليس هجوماً (عابراً) على كولومبيا فحسب، بل هو مشهد أول لهجوم أوسع على المجتمع المدني».




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار