الديمقراطي الكردستاني لـ"الغد برس": مصيرنا السياسي مرهون برواتب الإقليم
اليوم, 19:48
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن حالة عدم اليقين في الأسواق بسبب رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية مُستمرة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن "التكثيف المسبق" للنشاط التجاري ربما يكون قد حجب التأثير الأعمق للرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي، فيما لا يُعلم أين ستؤول الرسوم الجمركية.
وأضافت: "لكن الأهم من وجهة نظر الولايات المتحدة هو أنه تم التوصل إلى اتفاق مع المملكة المتحدة والصين وفيتنام، وإذا أُبرم اتفاق مع الهند والاتحاد الأوروبي، ثم المكسيك وكندا، فإن هذا الاتفاق يغطي ما يزيد قليلاً على 75% من التجارة الأمريكية".
وقال نيل شيرينج، كبير الاقتصاديين العالميين في كابيتال إيكونوميكس للاستشارات، إن "التأثير الكامل للرسوم الجمركية قد خفت حدته نتيجةً للاتفاقية التي أبرمتها الولايات المتحدة، مؤخرًا، مع الصين، وسيتم احتواؤه بشكل أكبر، إذا تحققت بعض الصفقات الأخرى المأمولة مع الاقتصادات الكبرى".
ووصف شيرينج تأثير ذلك على الولايات المتحدة بأنه "صدمة تضخمية ركودية خفيفة"، ما دفع التضخم إلى ما فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 3%، وكبح جماح النمو.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي تعرّض لهجمات متكررة من ترامب لفشله في تسريع خفض أسعار الفائدة، مؤخرًا، أن الرسوم الجمركية هي السبب.
وقال باول: "في الواقع، ارتفعت جميع توقعات التضخم في الولايات المتحدة بشكل ملحوظ نتيجةً للرسوم الجمركية؛ وفي حين لم نبالغ في رد فعلنا؛ بل في الواقع لم نتفاعل على الإطلاق، نحن ببساطة نأخذ بعض الوقت".
وأشارت "الغارديان" إلى أنه لو وصل متوسط معدل الرسوم الجمركية لمعظم الدول إلى ما بين 10% و20%، أي أقل بكثير من معدلات "يوم التحرير"، فإن ذلك يُمثل تحولًا تاريخيًا في نظام التجارة العالمي.
وأردفت: "المتابع لتصريحات الرئيس ترامب يُدرك أنه لن يفرض رسومًا تُلحق ضررًا واضحًا، وأن سياسات التأجيل منذ "يوم التحرير" ما هي إلا إشارة على أنه يريد أن يضغط أكثر على الدول ليحقق المستطاع، كما نجح أخيرًا مع الصين، والمملكة المتحدة، وفيتنام".
ولفتت إلى أن ترامب يلجأ إلى رسائل منفردة أحيانًا، تحمل توقيع ترامب السميك بقلم شاربي، مع الدول التي يشعر بمقاومتها أكثر كما فعل أخيرًا عندما نشر على موقعه "تروث سوشيال" حول فرض معدلات تعريفات جمركية باهظة بلغت 50% على البرازيل، و30% على سريلانكا، و35% على كندا.
وكما حدث، في أبريل/نيسان الماضي، أشار البعض إلى قضايا تتجاوز نطاق التجارة بكثير، مثل مصير الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، والاتجار المزعوم بالفنتانيل من كندا.
وأوضحت الصحيفة أن أسواق الأسهم تجاهلت، على نطاق واسع، موجة تهديدات ترامب الأخيرة، مفترضةً على ما يبدو أن هذا الموعد النهائي الأخير سينتهي، كما لو كان نهاية فترة التهدئة التي استمرت 90 يومًا.
وعلى الرغم من أن الاستجابة النموذجية للرسوم الجمركية كانت قوة العملة، خالف الدولار توقعات الاقتصاديين، حيث عانى من أسوأ تصنيف أول له منذ 50 عامًا.
وختمت الصحيفة مُشيرة إلى أن خبراء التنبؤات، وبينهم خبراء صندوق النقد الدولي، وبنك إنجلترا، سلّطوا الضوء مرارًا على تكلفة حالة عدم اليقين المحيطة برسوم ترامب الجمركية على الاقتصاد، والتي تحرم الشركات من المعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات استثمارية.
وفي حين أن سيل رسائل ترامب وتصريحاته الأخيرة لم يُجِب على السؤال حول مصير الرسوم الجمركية في نهاية المطاف، فإنه أوضح أمرًا واحدًا، وهو "من المرجح جدًا أن يستمر عدم اليقين لفترة طويلة مقبلة".
في غضون ذلك، لا يبدو أن هناك أدلة تُذكر على أن هذه السياسة تُحقق هدف الرئيس المعلن المتمثل في إعادة تدفق وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار