اكتشاف عالم خفي ضخم على حافة النظام الشمسي

اليوم, 13:45

+A -A

الغد برس/ بغداد

تمكن فريق بحثي دولي من اكتشاف جرم جديد ضخم في المناطق النائية من نظامنا الشمسي، أطلقوا عليه الاسم المؤقت "2017 OF201". 

وأشارت التقديرات الأولية إلى أن حجم الجرم الكبير يؤهله لتصنيفه كوكباً قزماً، ما يضعه في نفس مصاف كوكب بلوتو. وينتمي هذا الجرم إلى فئة الأجرام وراء النبتونية (Trans-Neptunian Objects - TNOs)، والتي تدور حول الشمس بمتوسط مسافة أكبر من مسافة كوكب نبتون.

ويتميز هذا الجرم بخصائص استثنائية. فبناء على حجمه المقدر، من المرجح أن يصنف ككوكب قزم، ما يضعه في نفس الفئة التي ينتمي إليها بلوتو. وعلاوة على ذلك، يعد 2017 OF201 من بين أبعد الأجرام التي تم رصدها على الإطلاق في نظامنا الشمسي. ويشير هذا الاكتشاف إلى أن المنطقة الواقعة وراء نبتون في حزام كايبر، والتي كان يعتقد سابقا أنها شبه خالية، قد تحتوي في الواقع على عدد من الأجسام أكبر مما كان متوقعا.

وقام العالم "سيهاو تشينغ" (Sihao Cheng) من مدرسة العلوم الطبيعية في "معهد الدراسات المتقدمة" بالاكتشاف بالتعاون مع باحثين من جامعة برينستون هما جياكسوان لي وإيريتاس يانغ، حيث استخدموا تقنيات حسابية متطورة مصممة للكشف عن أنماط مدارية مميزة في السماء. 

وتم تأكيد الاكتشاف رسمياً من قبل مركز الكواكب الصغيرة التابع للإتحاد الفلكي الدولي في 21 مايو 2025، والآن تم نشرت ورقة بحثية توضح التفاصيل في المجلة العلمية arXiv للدراسات الأولية.

وما يجعل 2017 OF201 مثيرا للاهتمام بشكل خاص هو مداره الواسع ﻷقصى حد وحجمه الكبير. 

ويوضح تشينغ: "إن الأوج الخاص بالجرم (أبعد نقطة في مداره عن الشمس) يتجاوز 1600 ضعف المسافة بين الأرض والشمس. بينما يبلغ الحضيض (أقرب نقطة في مداره إلى الشمس) نحو 44.5 ضعف المسافة بين الأرض والشمس، وهو ما يشبه إلى حد كبير مدار بلوتو".

 

ويشير هذا المدار شديد الاستطالة، والذي يستغرق الجرم نحو 25 ألف عام لإكمال دورة واحدة فيه، إلى أن له تاريخا معقدا من التفاعلات الجاذبية مع الكواكب العملاقة. 

ويعلق يانغ قائلا: "لا بد أنه مر بمواجهات قريبة مع أحد الكواكب العملاقة، ما تسبب في قذفه إلى هذا المدار الواسع". ويضيف تشينغ: "ربما مر عملية هجرة متعددة المراحل، من الممكن أنه قذف أولا إلى سحابة أورط -أبعد منطقة في نظامنا الشمسي وموطن للمذنبات- ثم أعيد إلى الداخل لاحقاً".

وهناك جانب آخر مهم يتعلق بهذا الجرم، حيث يشير لي إلى أن "العديد من الأجرام وراء النبتونية المتطرفة الأخرى تميل مداراتها إلى التجمع في اتجاهات محددة، لكن 2017 OF201 ينحرف عن هذا النمط". ويفسر هذا التجمع الظاهري لدى الأجرام الأخرى من قبل بعض العلماء كدليل غير مباشر على وجود كوكب افتراضي تاسع ذي كتلة كبيرة، يعمل على تجميع تلك الأجرام من خلال جاذبيته. لذلك، فإن وجود 2017 OF201 كحالة شاذة عن هذا التجمع قد يشكل تحديا لتلك الفرضية أو على الأقل يعقد نماذجها.

ويقدر فريق تشينغ أن قطر 2017 OF201 يبلغ نحو 700 كم، ما يجعله ثاني أكبر جرم يكتشف بمدار بهذا الامتداد الشديد. وللمقارنة، يبلغ قطر بلوتو 2377 كم. ويؤكد الباحثون على أن تحديد الحجم بدقة أكبر يتطلب ملاحظات إضافية، يفضل أن تتم باستخدام تلسكوبات راديوية قوية.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار