تقرير أجنبي يدعو المسافرين العالميين لاستكشاف العراق: "أقدم حضارات العالم وأكثرها سحرًا"

اليوم, 19:45

+A -A

الغد برس/ ترجمة 

دعا موقع Travel and Tour World المتخصص بالسفر والسياحة، اليوم السبت، المسافرين من جميع أنحاء العالم إلى زيارة العراق لاستكشاف إرثه الثقافي العريق، الذي يُعدّ أحد أقدم الحضارات في التاريخ وأكثرها سحرًا. فيما أكد أن استقرار العراق المستمر يفتح المجال أمام تطوير قطاع سياحي مزدهر.

وكتب الموقع تقريراً ترجمته "الغد برس": "العراق، المعروف بتاريخه المضطرب، يحظى الآن باهتمام عالمي لتراثه الثقافي الغني. مهد الحضارة، ومهد الكتابة، وموطن أولى المدن العظيمة، يبرز العراق كوجهة واعدة للسياحة الثقافية".

وأضاف التقرير أن "الاضطرابات السياسية وسنوات الصراع طغت على سمعة العراق كوجهة سياحية. ومع ذلك، تُركز البلاد الآن على استعادة إرثها الثقافي، مُستغلةً تراثها العريق لجذب الزوار، من بابل إلى أور، يُعيد العراق بناء قطاعه السياحي، مُحوّلاً تاريخه الغني إلى مورد اقتصادي رئيسي".

وتابع التقرير أن "قطاع السياحة في العراق شهد تحولاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، فبعد أن كان يعتمد على عائدات النفط، يعمل العراق على تنويع اقتصاده بالاستفادة من ثرواته الثقافية، ويزداد هذا التحول وضوحاً".
 وزاد التقرير، أنه "في عام 2024 ارتفعت عائدات السياحة في العراق بنسبة ٢٥٪ لتصل إلى ٥.٧ مليار دولار، مدفوعةً بشكل رئيسي بالسياحة الدينية، ولكن أيضاً بالاهتمام المتزايد بمواقع التراث الثقافي".

ولفت إلى أن "العراق يضم بعضًا من أقدم مدن العالم، بما في ذلك بابل وأور ونينوى. تُعدّ هذه المدن محورية في التاريخ البشري، إذ لعبت أدوارًا محورية في تطوير الكتابة والزراعة والحضارة الحضرية. ويُعد التزام العراق بالحفاظ على هذه المواقع والترويج لها عنصرًا أساسيًا في استراتيجيته لتعزيز السياحة الثقافية".

وأكدت بينيديكت دي مونتلور، الرئيسة التنفيذية لصندوق الآثار العالمي، على "أهمية التراث الثقافي العراقي"، واصفةً إياه بأنه "من أغنى التراث في العالم"، بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى أن "صندوق الآثار العالمي قد شارك في ترميم مواقع أثرية مهمة في جميع أنحاء العراق، بما في ذلك بابل، التي أُدرجت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام ٢٠١٩، وقد مثّل هذا التصنيف إنجازًا بارزًا في عودة العراق إلى الواجهة كوجهة سياحية ثقافية".

وأكد أن "جهود الترميم تُعدّ جزءًا من مبادرة أوسع نطاقًا لتطوير سياحة مجتمعية مسؤولة. ولا يقتصر الهدف على حماية الكنوز التاريخية العراقية فحسب، بل يشمل أيضًا توفير فرص للمجتمعات المحلية للاستفادة من قطاع السياحة".

وبين التقرير أن "مدينة بابل الأثرية، التي كانت في السابق موطنًا لإحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، أصبحت رمزًا لالتزام العراق بالسياحة الثقافية"، لافتا إلى انه "رغم تعرض المدينة لأضرار جسيمة في أوائل القرن الحادي والعشرين بسبب التعديات العسكرية، إلا أن جهود الترميم جارية، ويجري الحفاظ على بوابة عشتار الشهيرة وطريق الموكب بعناية لضمان مشاركتها مع الأجيال القادمة".

وأبرز أن "أثار إدراج بابل على قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام ٢٠١٩ اهتمامًا عالميًا متجددًا بتاريخ العراق العريق. وقد ساهم هذا الاعتراف في ترسيخ مكانة العراق كلاعبٍ بارز في عالم السياحة التراثية، إذ أتاح للمسافرين فرصة زيارة إحدى أكثر مدن العالم شهرةً وأهميةً تاريخيًا".

وزاد أنه "رغم الإمكانات الهائلة للسياحة الثقافية في العراق، إلا أنها تتطلب تخطيطًا دقيقًا وتطويرًا للبنية التحتية. ويعتقد خبراء، مثل روجر ماثيوز، أستاذ آثار الشرق الأدنى، أن العراق يُحرز تقدمًا مطردًا في تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم السياحة الثقافية"، مشيراً إلى أن إلى أن "السياحة الداخلية، وخاصةً في إقليم كردستان، مزدهرة بالفعل".

وتابع التقرير أن "الحكومة العراقية تعمل، بالتعاون مع شركاء دوليين مثل اليونسكو وصندوق الآثار العالمي، على تحسين مرافق الحفظ وبرامج التدريب وممارسات إدارة المواقع، ومع استمرار تحسن البنية التحتية للسياحة في العراق، سيجذب المزيد من الزوار الدوليين لاستكشاف كنوز البلاد الأثرية".

ولفتت التقرير أيضاً إلى أنه "مع استمرار استقرار العراق، من المتوقع أن تُشكّل هذه المواقع التراثية قلب شبكة سياحة ثقافية مزدهرة، ستتاح للزوار من جميع أنحاء العالم فرصة استكشاف تاريخ العراق العريق، والمساهمة في تعافيه ونموه الاقتصادي".

ودعا التقرير "المسافرين العالميين الباحثين عن تجربة أصيلة ومُغيّرة، إلى زيارة العراق لما يمثله من فرصةً فريدةً لاستكشاف إحدى أقدم حضارات العالم وأكثرها سحرًا. ومع احتضان البلاد لتراثها الثقافي، من المتوقع أن تُصبح وجهةً لا غنى عنها للمهتمين بالتاريخ والآثار والسفر المُستدام".

 

 




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار