سباق استثماري شرس بين مدن الصين لقيادة ثورة الرقائق

أمس, 21:43

+A -A
الغد برس/ متابعة
تحولت مدن الصين الكبرى إلى ساحات تنافس محموم لجذب رؤوس الأموال وتطوير صناعة أشباه الموصلات، في مسعى لتعزيز الاكتفاء الذاتي من الرقائق وتقليل الاعتماد على التقنيات الغربية.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشتد فيه المواجهة التكنولوجية بين بكين وواشنطن.

أعلنت مدن مثل شينزن وشنغهاي وهانغتشو، إلى جانب مقاطعات داخلية مثل هوبي، عن إطلاق صناديق استثمارية ضخمة لدعم صناعة الرقائق، في سباق محلي يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه الصناعة بالنسبة لبكين.

ففي شينزن، المعروفة بـ"وادي السيليكون الصيني"، كشفت السلطات عن إنشاء صندوق جديد بقيمة 5 مليارات يوان (نحو 700 مليون دولار) للاستثمار في تصميم الرقائق والمعدات والمكونات الدقيقة وتقنيات التغليف المتقدمة، بحسب تقرير نشره موقع "scmp" واطلعت عليه "الغد برس".

ويمتد عمل الصندوق لعشر سنوات بتمويل من الحكومة المحلية وشركات استثمار مملوكة للدولة.

ويقول بنغ بنغ، رئيس "جمعية إصلاح قوانغدونغ"، إن الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات أصبحا خط المواجهة في سباق المدن الصينية، مضيفاً أن "شينزن لطالما تبنّت نهجاً استباقياً في دعم الصناعات الناشئة وتمويل الابتكار".

لكن المنافسة لا تقتصر على شينزن، إذ سارعت شنغهاي إلى تأسيس صناديق جديدة بقيمة 1.5 مليار يوان لدعم الشركات المتخصصة في معدات تصنيع الرقائق، بينما أعلنت عن صندوق أسهم خاص بقيمة 5.7 مليارات يوان بتمويل حكومي يهدف إلى تسريع التطوير الصناعي في هذا المجال.

أما مدينة هانغتشو، فقد أطلقت في أغسطس الماضي صندوقاً استثمارياً بقيمة 10 مليارات يوان، ضمن خطة لتحويل صناعة أشباه الموصلات إلى محور رئيسي للنمو المحلي، بينما شهدت مقاطعة هوبي مشروعاً جديداً بقيمة 20.7 مليار يوان بقيادة شركة YMTC المتخصصة في رقاقات الذاكرة.

ويُقدّر حجم صناعة أشباه الموصلات في الصين بنحو 1.8 تريليون يوان (قرابة 250 مليار دولار)، وفق تقرير صادر عن "مركز الابتكار الصناعي الوطني للتقنيات المتقدمة"، الذي أشار إلى أن المدن الثلاث الكبرى، شينزن وشنغهاي وبكين، لا تزال تتصدر المشهد.

ورغم هذا التوسع اللافت، ما زالت الصين تواجه عقبات في التقنيات المتقدمة للتصنيع والتغليف، وهي المجالات التي تفرض فيها الولايات المتحدة قيوداً صارمة على الصادرات.

ومع ذلك، يبدو أن بكين تراهن على التنافس المحلي بين مدنها الكبرى كقوة دافعة لتعويض الفجوة التكنولوجية مع الغرب.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار