مركز الأهرام: قاآني هدف محتمل لأميركا وإسرائيل رداً على طوفان الأقصى

4-11-2023, 17:39

+A -A
الغد برس/ متابعة  

 قدم مركز الأهرام المصري للدراسات السياسية والستراتيجية، اليوم السبت، فرضيات يرى أنها قد تفسر غياب قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني عن الأضواء في ظل المعركة المحتدمة بين الكيان الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية منذ أسابيع.
 
وذكرت الورقة التحليلية للمركز و اطلعت عليها "الغد برس"، أن المسؤول الإيراني الوحيد الذي بدا لافتا استثنائه من الانخراط في الجدل حول حرب غزة هو قآني رغم أنه المسؤول الأول المنوط به الإدلاء بمثل هذه التصريحات بالنظر لطبيعة مهامه العسكرية، حيث لم يسجل له أي تصريح حولها.
وأضاف "يمكن القول إن عدم ظهور قاآني على مسرح الأحداث في الفترة الحالية يدخل في سياق التغييب وليس الغياب، بما يعني أن عدم مشاركته بشكل علني في الجدل الحالي كان خطوة متعمدة من جانب النظام الإيراني يمكن تفسيرها في ضوء اعتبارات أربعة رئيسية أولها تجنب الإيحاء بإدارة الحرب خاصة مع التكهنات حول دور إيران في التخطيط  لطوفان الأقصى وإدارة المرحلة التي تليه".
ويعتقد الكاتب المصري أن "ظهور إسماعيل قاآني كان سيزيد المؤشرات التي توحي بضلوع إيران في ما يجري على الأرض بينما أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أكثر من مرة أن بلاده لم يكن لها أي دور في ما حدث".
وأضاف أن النفي الإيراني وحرص المسؤولين الإيرانيين على تكرار رسالة خامنئي إضافة إلى تبني الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله الموقف ذاته في كلمته الأخيرة يوحي بأن إيران لا تريد منح خصومها مبررات إضافية لاستهدافها أو جرها لحرب أوسع نطاقاً مما يجري حالياً في غزة، على نحو ترى أنها لا يتسامح مع حساباتها ومصالحها في الوقت الحالي".
أما الفرضية الأخرى التي يقدمها التحليل، فتتثمل في "ضبط حدود انخراط" حلفاء إيران في المعركة، وفق ما يقول محمد عباس ناجي الذي يقول "لا يمكن استبعاد أن تكون التقارير التي أشارت إلى قيام قاآني بزيارات لكل من العراق وسوريا ولبنان خلال مرحلة ما بعد 7 أكتوبر الفائت، صحيحة".
وتابع "هنا، فإن الهدف الأهم بالنسبة لإيران هو ضبط حدود انخراط الموالية لها في الحرب التي تدور رحاها الآن في القطاع. فقد كان لافتاً أن "الفصائل الموجودة في كل من العراق وسوريا ولبنان شاركت في التصعيد بطريقة أو بأخرى".
ويضيف أن مواصلة حزب الله لمواجهاته "المنضبطة" مع إسرائيل وكذلك استهداف الفصائل العراقية للقواعد الأميركية في العراق وسوريا رغم التهديدات الأميركية المتكررة بالرد وقصف موقعين للحرب الثوري في البوكمال مؤخراً "هي مهمة ربما يكون قاآني حريصاً على إتمامها في الوقت الحالي ولا تنفصل عن سعى إيران إلى ما يمكن تسميته بدرء المخاط" القائمة حالياً بسبب استمرار اتهامها بالمسؤولية عن طوفان الأقصى".
ويرى أن "الهدف هو عدم تجاوز الهجمات التي تشنها الفصائل الحليفة لإيران الخطوط  من أجل تجنب المغامرة بتوسيع نطاق الحرب وبالتالي انخراط إيران مباشرة فيها. لذا".
وتابع "لذا فإن التقارير التي تتحدث عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الفصائل العراقية العراقية لمتابعة ما يجري على الأرض داخل قطاع غزة واتخاذ موقف منه، فضلاً عن قيام بعض قيادات وكوادر تلك الفصائل بزيارات إلى كل من سوريا والعراق وإيران، كلها توحي، إن صدقت، بأن قاآني ليس بعيداً عنها".
وعلل ذلك بـ"اعتبار أن الهدف الأساسي من ذلك كله هو أن تتمكن إيران من مواصلة سياستها الحالية القائمة على إدارة التصعيد عن بُعد" وعدم منح الفرصة لزيادة احتمال توسيع نطاق الحرب بحيث تضطر ليس فقط لتغيير تكتيكاتها الحالية، وإنما استراتيجيتها الأساسية التي تعتمد على عدم الدخول في مواجهة مباشرة".
كما يعتقد المسؤول في مركز الأهرام أن خيار اغتيال قاآني قد يكون مطروحاً لدى إسرائيل أو أميركا في ظل الضربة القوية التي تعرضت لها الأولى في 7 تشرين الأول الفائت وكشفت اختراقاً أمنياً واسع النطاق داخلها، فضلاً عن الهجمات المتواصلة التي تتعرض لها القواعد العسكرية للثانية، وتُحمِّل إيران المسئولية عنها".
وخلص الكاتب إلى أنه "في النهاية، قد يظهر قاآني في أية لحظة أو قد يواصل تحركاته في الخفاء، وهو مسار سوف يكون مرتبطاً، في كل الأحوال، بحسابات إيرانية معقدة، لا تفصل ما يحدث في غزة، عن ما يجري من تطورات في ملفات أخرى تحظى باهتمام خاص سواء بالنسبة لها أو بالنسبة لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل".



كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار