إعلان نجاح الخطة الأمنية الخاصة بالتعداد السكاني ورفع حظر التجوال نهائياً
اليوم, 00:10
استمتع جمهور القيصر كاظم الساهر، بألبومه الجديد "مع الحب"، الذي أصدره في الرابع عشر من فبراير/شباط، تزامنًا مع يوم الحب، عبر قصائد انتقاها بعناية منسق الورود.
وأدخل الساهر، شعراء جددًا إلى ألبومه، للمرة الأولى، إلى جانب شعراء كبار مثل الراحليْن نزار قباني وكريم العراقي، فيما اقتصر الألبوم على القصائد الفصيحة، باحتفاء يُحسب له باللغة العربية التي لا ينكر أحد أنه أنعش قصيدتها الفصيحة منذ انطلاقاته الأولى، في عالم الغناء.
غاب مدقق اللغة
لكن غياب مدقق اللغة عن الألبوم، بدا بوضوح، في عدد من "الهفوات" اللغوية التي ظهرت في القصائد؛ ففي أغنية "يا قلب" التي تعملق فيها القيصر تلحينًا، وأجاد تأليفًا لكلماتها ومعانيها وصورها، يقول:
فكلُّ حبٍّ قصةٌ.. فصولُها توثّقُ
وكلَّ حسناءٍ نرى.. تبكي لنا نُصدّقُ
هنا كان الأصل أن يلفظها: "وكلُّ حسناءٍ" بالضم؛ لا بالنصب، فهي معطوفة على "كلُّ حب" الأولى، وهي مرفوعة.
وفي قوله:
مَن منا لا يعجبه.. هذا الجمالُ الخارقُ
في الشطر الأول، كسر في الوزن العروضي الذي هو من "مجزوء بحر الرجز" في جملة "من منا لا يعجبه" كذلك ما بعده، أما الشطر الثاني فهنالك خلل بالقافية، وإن انتهى الشطر بحرف الروي (القاف) المرفوعة، إلا أن الأصل أن لا تسبقها الألف، على منوال أبيات القصيدة.
وفي قصيدة "بيانو" لنزار قباني، وهي القصيدة التي تتحد فيها صور الأم والوطن والحبيبة في أيقونة واحدة، ففي قوله: "ويتركني كومة رماد"، كسر عروضي وخروج عن التفعيلة التي هي تفعيلة المتقارب: "فعولن"؛ إذ كان من المفترض أن يقول (ويتركني كومةً من رماد)، على سبيل المثال، ليستقيم الوزن.
وفي لحن شجي لإحدى روائع الشاعر الراحل كريم العراقي قصيدة "لا تظلميه" الألمعية، فيظهر كسر في وزن أحد أبيات القصيدة على (البحر البسيط)، "أحسَّ بالموت أقربَ من مدامعِهِ.. عند الوداعِ وضاعت منه عيناهُ"، لو أنه قال (أحسَّ بالموت أدنى من مدامعه)، مثلًا، لتجاوز هذا الكسر.
ليس هنا نرصد الهفوات اللغوية في الألبوم. لكن كمحبين للساهر، ننتظر ألحانًا عميقة لقصائد مميزة مثل التي قدمها في الألبوم، فيما نسمح لمدقق اللغة فقط، دون سواه، "مع الحب" أن يسمعها قبل جمهوره، لتمحيصها.
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار