هل تمكّن "ثريدز" من منافسة "إكس"؟
+A
-A
الغد برس/ بغداد عندما أطلقت شركة “ميتا” تطبيق “ثريدز” في يوليو (تموز) عام 2023، سرعان ما استحوذت على الاهتمام العالمي. وفي غضون أيام، حصل التطبيق على نحو 100 مليون مستخدم، ما أثار تكهنات بأنه قد يطيح بـX
” “تويتر سابقاً. وقتها أعرب الرئيس التنفيذي لـ”ميتا” مارك زوكربيرغ عن آماله الطموحة للمنصة، متصوراً أنها ستستضيف في النهاية أكثر من مليار مستخدم. لكن مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لإطلاقها التي تصادف الجمعة، استقر نمو “ثريدز” عند نحو 175 مليون مستخدم نشط شهرياً.تم إطلاق “ثريدز” خلال فترة مضطربة لـ”X
”، حيث دفعت التغييرات المثيرة للجدل التي أجراها إيلون ماسك على المنصة المستخدمين إلى البحث عن بدائل. وكانت الاستجابة الأولية لتطبيق “ثريدز” مذهلة، حيث تجاوز التطبيق 100 مليون مستخدم في أقل من 5 أيام. ومع ذلك، سرعان ما أعقب هذا الارتفاع السريع فترة من الركود حيث واجه البعض التطبيق بسلسلة من الانتقادات، نتيجة افتقاره إلى الميزات والهوية الفريدة ، ما أدى إلى انخفاض كبير في عدد مستخدميه النشطين يومياً بحلول أغسطس (آب) 2023.لمعالجة تعليقات المستخدمين المنتقدة وانحدار عددهم، طرحت “ميتا” باستمرار ميزات جديدة لـ”ثريدز”. تضمّن ذلك واجهة ويب قابلة للتخصيص، وموضوعات شائعة، وعمليات تكامل محسّنة مع “Fediverse
” وهي شبكة من منصات التواصل الاجتماعي اللامركزية . ووفقاً لـ”ميتا”، فإن 63 في المائة من المنشورات على “ثريدز” هي نصية فقط، ما يشير إلى تفضيل قوي للمحتوى النصي بين المستخدمين. كما تدعم المنصة مشاركة الصور ومقاطع الفيديو وبعض الخصائص الأخرى التي لاقت استحسان مستخدميها. ما عزّز إضافة واجهة برمجة التطبيقات (API
) للمطورين وظائف النظام الأساسي، وأتاح النشر الآلي للمحتوى وعمليات التكامل الأخرى.إحدى السمات المميزة لـ”ثريدز” هي تأكيدها على الحفاظ على بيئة إيجابية. وقد نفذت “ميتا” كثيراً من الإجراءات لتعزيز الأجواء الودية، مثل السماح للمستخدمين بالتحكم في من يمكنه الرد على منشوراتهم وتوفير أدوات لكتم صوت المستخدمين المزعجين أو حظرهم. وقد لاقى هذا التركيز على الإيجابية صدى لدى كثير من المستخدمين، ما ساهم في تكوين مجتمع مزدهر حول موضوعات ذات اهتمامات واسعة مثل الأدب والرياضة والثقافة الشعبية.وعلى الرغم من أن “ثريدز” خطت خطوات مثيرة للإعجاب، فإنها لا تزال تواجه منافسة شديدة من “X
”. وقد صرح إيلون ماسك مؤخراً إلى وجود 600 مليون مستخدم نشط شهرياً على “X
”، على الرغم من أن هذا العدد قد يشمل حسابات آلية وروبوتات غير مرغوب فيها، كما يدعي البعض. إلا أن “X
” تظل منصة مهيمنة للأخبار والخطابات السياسية في الوقت الفعلي، وهي المجالات التي اختارت “ثريدز” فيها الحفاظ على مستوى منخفض من الاهتمام. وبالفعل أنشأت “ثريدز” مكاناً مناسباً لها من خلال التركيز على المحتوى الشخصي والموجه نحو المجتمع. وقد لعب تكاملها مع “إنستغرام” أيضاً دوراً حاسماً في نموها، ما يسمح للمستخدمين بالتسجيل في التطبيق بسهولة والانتقال من واحد للآخر وتلقي إشعارات عبر الأنظمة الأساسية.على الرغم من وصوله إلى 175 مليون مستخدم نشط شهرياً، فإنه لا تزال أمام تطبيق “ثريدز” طريق طويلة قبل أن يتمكن من مطابقة قاعدة مستخدمي “X
” أو تخطيها. وسيعتمد نجاح المنصة في المستقبل على قدرتها على الابتكار المستمر وتلبية احتياجات المستخدمين. علاوة على ذلك، فإن إمكانات “ثريدز” كأداة للتحديثات في الوقت الفعلي للفعاليات الرياضية والثقافية توفر وسيلة أخرى للنمو.بلا شك، رحلة “ثريدز” المقبلة ستطرح تحديات لـ”ميتا”، ولكن مع استمرار مشاركة المستخدمين والتطوير الاستراتيجي، قد تتمكن “ثريدز” من احتلال مكان مهم في النظام البيئي في عالم وسائل التواصل الاجتماعي الواسع.
كلمات مفتاحية :