مكتب السوداني يكشف تفاصيل الاتصال الهاتفي مع بوتين
أمس, 13:42
الغد برس/ متابعة
عاد هيرفي رينارد لتدريب المنتخب السعودي، بشكل رسمي، أمس السبت، ليخلف الإيطالي روبرتو مانشيني، بعد سلسلة من النتائج المتراجعة، لكن ما الذي ينتظر الثعلب الفرنسي؟.
مانشيني تعرض لانتقادات حادة منذ توليه المهمة في أغسطس/آب 2023، بسبب طريقة اللعب التي لا تتناسب مع عناصر المنتخب السعودي، إضافة إلى عناده المستمر في بعض القرارات.
وازداد الوضع سوءًا بعد الخروج الصادم من ثمن نهائي كأس آسيا على يد كوريا الجنوبية، قبل أن تصل الأمور لذروتها بتحقيق 5 نقاط فقط في أول 4 جولات من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026.
وبناء على ذلك، قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم، إعادة رينارد للمهمة الفنية في ولاية جديدة، حيث سبق وأن قاد "النسور الخضراء" في الفترة بين يوليو/تموز 2019 ومارس/آذار 2023.
ومن المقرر أن يبدأ رينارد ولايته الثانية بمواجهتين حاسمتين ضد أستراليا وإندونيسيا في الجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات، نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وهناك العديد من التحديات والأمور التي يجب على رينارد تصحيحها خلال الفترة المقبلة، بعد العمل الكارثي الذي قدمه مانشيني، وهو ما يستعرضه كووورة في السطور التالية.
أزمة ثقة
عانى المنتخب السعودي في الفترة الأخيرة من أزمة ثقة، لاسيما بعد وداع كأس آسيا الأخيرة، حيث تعرض الفريق لانتقادات جماهيرية وإعلامية قاسية.
ولم تتوقف الانتقادات عند هذا الحد، حيث واصلت الجماهير ووسائل الإعلام، مهاجمة المدرب ولاعبيه، بسبب سوء النتائج المستمرة، وهو ما خلق حالة من عدم الثقة داخل غرفة خلع الملابس.
الانتقادات لم تؤثر على اللاعبين الصغار فحسب، بل طالت النجوم الكبار، والذين جاء على رأسهم سالم الدوسري، حيث نال نصيب الأسد من الهجوم، وتحديدا بعد الخسارة من اليابان والتعادل مع البحرين بالجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات المونديالية، لدرجة أن البعض طالبه بالاعتزال.
هذا الأمر أثّر على الحالة النفسية للاعبين، وافقدهم الثقة، خصوصًا في ظل العلاقة المتوترة مع مانشيني الذي لم يكن قريبا منهم بأي شكل من الأشكال، حيث وصل به الأمر لعدم الصعود إلى حافلة المنتخب سواء في التدريبات أو المباريات.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن العلاقة بين مانشيني واللاعبين جادة للغاية، وتفتقد للحب والصداقة والمرونة في المعاملة.
وبالتالي، سيبدأ رينارد عمله بإعادة الثقة إلى اللاعبين وتحفيزهم نفسيا على تجاوز الفترة الماضية وفتح صفحة جديدة، خاصة وأنه كان يحظى بعلاقة جيدة مع نجوم "الأخضر" خلال الولاية الأولى، الأمر الذي أدى لتحقيق نتائج مميزة.
إعادة الحرس القديم
صحيح أن الكرة الحديثة تحتاج للنزول بمعدل الأعمار وبناء فريق للمستقبل يعتمد على الأسماء الشابة، ولكن هذا الإجراء يجب اتخاذه بشكل تدريجي، وهو ما افتقد إليه مانشيني.
المدرب الإيطالي أبعد أغلب النجوم الكبار عن المنتخب السعودي، والذين جاء على رأسهم سلمان الفرج وياسر الشهراني ومحمد البريك، فضلا عن بعض الأسماء الأخرى التي كانت تستحق التواجد في بعض المعسكرات.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة، عودة سلمان الفرج والشهراني على وجه التحديد لكتيبة رينارد، في ظل الأزمة التي يعاني منها "الأخضر" على مستوى القيادة والسيطرة على غرفة خلع الملابس.
سلمان الفرج
فضلا عن الجانب الفني المفقود في عملية ربط الخطوط والذي كان يقوم به الفرج على أكمل وجه، بالإضافة لأزمة الظهير الأيسر التي يمكن حلها عن طريق ياسر الشهراني، إضافة إلى إعادة صالح الشهري للتشكيلة الأساسية، بعدما عانى من التهميش تحت قيادة مانشيني، فضلا عن عودة عبدالإله العمري المتوقعة بالفترة المقبلة.
ترتيب الأوراق
شهدت ولاية مانشيني عشوائية واضحة في طريقة اللعب وإشراك بعض اللاعبين في مراكز غريبة، وهو ما أدى لغياب التنظيم الدفاعي والهجومي.
المنتخب السعودي عانى من غياب الحلول الهجومية، رغم وجود العديد من الأسماء البارزة أمثال الدوسري وفراس البريكان وصالح الشهري وعبدالرحمن غريب ومروان الصحفي وغيرهم من الأسماء اللامعة.
ولم ينجح أي لاعب من الخط الهجومي في التسجيل منذ أن سجل فراس البريكان هدفين في مباراة باكستان يوم 6 يونيو/حزيران الماضي في المرحلة الثانية من التصفيات.
ومنذ ذلك الحين، لم ينجح "الأخضر" سوى في تسجيل 4 أهداف كانت بأقدام الثنائي الدفاعي حسن كادش (هدفين) وعلي لاجامي (هدف)، بجانب لاعب الوسط مصعب الجوير (هدف).
فراس البريكان
وسيكون على المدرب الفرنسي العائد لتدريب "الأخضر" معالجة الأزمة الهجومية، بإعادة بعض اللاعبين إلى مراكزهم وخاصة غريب والدوسري إلى الطرف والبريكان إلى العمق.
وحال تمكن المدرب الفرنسي من تصحيح هذه الأمور، فإنه سينجح في تكرار إنجاز الصعود لكأس العالم للمرة الثانية تواليا، بعدما فعل ذلك في النسخة الماضية.
كيف يلعب رينارد مع السعودية؟
اعتمد رينارد طوال ولايته الأولى على رسم تكتيكي متمثل في (4-2-3-1) ويتحول أحيانا إلى (4-3-3)، وكان الطابع الهجومي هو الغالب على طريقته، بالضغط العالي وتضييق المساحات والاعتماد على الأطراف.
ومن المنتظر أن يلعب رينارد بطريقة هجومية على عكس مانشيني، وذلك لأن المنتخب السعودي يمتلك العناصر القادرة على تطبيق أفكاره.
وعانى "الأخضر" من طريقة (3-5-2) والتي شهدت اعتماد مانشيني على ثلاثي دفاعي، والزج بالدوسري وغريب في عمق الملعب، مع تغيير مركز البريكان من رأس حربة إلى جناح، ما تسبب في تحجيم خطورتهم وزيادة الحرص الدفاعي.
ومن المنتظر أن يتخلى رينارد عن طريقة مانشيني التي تعتمد على 3 مدافعين والعودة للزج بثنائي في القلب مع الظهيرين، ثم الاعتماد على طريقة الدفاع المتقدم التي كان ينتهجها بالولاية الأولى.
كذلك من الممكن أن يعالج أزمة الظهير الأيسر، عن طريق الزج بناصر الدوسري، حال عدم استدعاء ياسر الشهراني للمعسكر القادم، مع إشراك العناصر القادرة على تحويل مسار اللعب إلى الأمام أمثال مصعب الجوير ومحمد كنو مع إمكانية عودة الفرج مرة أخرى
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار