ما وراء الألوان.. ظهور خفيّ لامرأة غامضة في عمل لبيكاسو

الغد برس/متابعة

كشف مؤرخو الفن عن صورة غامضة لامرأة مخفية في لوحة شهيرة لبيكاسو، بعدما كان الفنان قد طمسها تماما في عام 1901.

والصورة الأصلية، التي طمسها بيكاسو عندما رسم فوقها، عادت إلى الظهور بفضل تقنيات متطورة مثل التصوير بالأشعة تحت الحمراء والأشعة السينية، مما أثار تساؤلات حول سرّها. فقد بدأ بيكاسو برسم ملامح امرأة، لكنه غطّاها لاحقًا بصورة لصديقه النحّات ماتيو فيرنانديس دي سوتو، الذي ظهر جالسًا إلى طاولة بدرجات من الأزرق والأخضر". 

واتاح معهد كورتولد للفنون في لندن بعد مرور نحو 125 عاما فرصة الكشف عن الصورة الأصلية من خلال هذه التقنيات الحديثة". 

وقال نائب رئيس قسم المعرض في المعهد بارنابي رايت لشبكة "سي إن إن" الأميركية أن "صورة المرأة ظهرت حرفيا أمام أعيننا، قطعة تلو الأخرى"، وذلك بفضل الأساليب المبتكرة في مسح الصورة".

وأضاف رايت أن هذه المرأة قد تبقى مجهولة إلى الأبد، لكننا نعمل على تحديد هويتها، مشيرا الى انها قد تكون مجرد نموذج لبيكاسو، أو عشيقته أو صديقته".

وأوضح رايت أن بيكاسو، عندما طمس الصورة الأولى، لم يكن يغير الموضوع فحسب، بل كان يعيد اكتشاف نفسه كفنان، مشيرا الى ان الفنان الايطالي اعاد العمل على اللوحة عدة مرات بسبب قلة موارده المالية، مبينا انه كان يستمتع بعملية تحويل اللوحات". 

في ذلك الوقت، كان بيكاسو في 19 من عمره فقط، وقد بدأ بالفعل في استكشاف أساليب جديدة في تمثيل مواضيع لوحاته". 

وقد أظهر هذا الاكتشاف كيف كانت تقنياته تتطور، حيث كان يبتكر طرقا جديدة لتغيير أسلوبه الفني خلال فترة اللون الأزرق.

ورغم أن الخبراء كانوا يشكون في وجود شيء مخفي في اللوحة، إلا أنهم لم يتوقعوا اكتشاف صورة امرأة على هذا النحو، ولم يتمكنوا من تحديد هويتها الغامضة بدقة، مشيرين إلى أنها قد تكون إحدى النساء اللواتي رسمهن بيكاسو في باريس عام 1901، نظرا للتسريحة المميزة والتي كانت شائعة في تلك الفترة". 

وفيما لم تختفي ملامح الصورة الأصلية تماما، فإن الآثار الباقية، لا تزال مرئية للعين، مما يضيفي بعدا غامضا للصورة المنقوشة تحت سطح العمل الفني.

كلمات مفتاحية :