+A
-A
الغد برس/ متابعة
الكبد أكبر عضو داخلي لدى الإنسان، بحجم يقارب «كرة القدم الأميركية». وهو يوجد تحت القفص الصدري في الجانب الأيمن من البطن. ويمكن أن يصل وزنه إلى 1.8 كيلوغرام.
عضو أساسي
الكبد ضروري للمساعدة على هضم الطعام، وتخليص الجسم من الفضلات، وإنتاج مواد تُسمى عوامل التخثر التي تحافظ على تدفق الدم بشكل سليم، فضلاً عن مهام أخرى.
ولا تسبب أمراض الكبد دائماً أعراضاً يمكن رؤيتها أو الشعور بها. ولكن في حال ظهور أعراض لأمراض الكبد، فقد يشمل ذلك اصفرار الجلد وبياض العينين المعروف باليرقان، وألماً وتورماً في منطقة البطن، وتورماً في الساقَين والكاحَلين، وحكة في الجلد، وبولاً داكن اللون، وبرازاً باهت اللون، وتعباً مستمراً، وغثياناً أو قيئاً، وفقدان الشهية، وسرعة ظهور الكدمات الجلدية.
ووفق ما ذكرته دراسة «أمراض الكبد: علم الأوبئة، الأسباب، والاتجاهات، والتنبؤات» المنشورة في مجلة «نيتشر Nature» العلمية (عدد 5 فبراير/شباط 2025)، قال الباحثون: «الكبد عضو شديد التعقيد، له وظائف هضمية، وغدد صماء، وتنظيم مناعي. ويُعد الكبد محورياً في الحفاظ على التوازن الفسيولوجي من خلال أدواره في عملية الأيض، وإزالة السموم، والاستجابة المناعية.
ويمكن لعوامل مختلفة، أن تُضعف وظائف الكبد، مما يؤدي إلى إصابة حادة أو مزمنة قد تتطور إلى أمراض الكبد في مراحلها النهائية. وتُسهم أمراض الكبد حالياً في وفاة نحو مليونَي شخص حول العالم سنوياً (مسؤولة عن 4 في المائة من جميع الوفيات، أي حالة وفاة واحدة من كل 25 حالة وفاة حول العالم)، مُسببةً أعباءً اقتصادية واجتماعية جسيمة».
أسباب أمراض الكبد
هناك كثير من الأسباب لمرض الكبد؛ من أهمها العدوى الميكروبية، إذ يمكن أن تصيب الطفيليات والفيروسات الكبد، مما يسبب تورماً وتهيجاً يُسمى التهاباً. والذي بدوره يعوق وظائف الكبد. وقد تنتشر الفيروسات المسببة لتلف الكبد عن طريق الدم، أو السائل المنوي، أو الطعام أو الماء الملوثين، أو المخالطة اللصيقة لشخص مصاب. ويعد أكثر أنواع عدوى الكبد شيوعاً هي فيروسات التهاب الكبد، وتشمل التهابات الكبد إيه A، وبي B، وسي C.
كما أن أمراض اضطرابات المناعة الذاتية (التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أجزاءً معينة من الجسم، والكبد منها)، قد تتسبب باضطرابات مرضية في الكبد. ومن تلك الأمراض المناعية التهاب الكبد المناعي الذاتي، والتهاب الأقنية الصفراوية الأوّلي، والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأوّلي.
ويمكن أن تؤدي وراثة جين متغير من أحد الوالدين أو كليهما إلى تراكم مواد في الكبد. وقد يسبب هذا تلف الكبد. وتشمل أمثلة أمراض الكبد الوراثية: داء ترسُّب الأصبغة الدموية خصوصاً تراكم الحديد، وداء ويلسون خصوصاً تراكم النحاس، ونقص ألفا 1-أنتي تريبسين. هذا بالإضافة إلى أنواع من السرطان.
ولكنّ هناك أسباباً سلوكية شائعة أخرى لمرض الكبد، مثل تعاطي الكحول لمدة طويلة، وتراكم الدهون في الكبد نتيجة السمنة، ما يُسمى مرض الكبد الدهني غير الكحولي أو مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل وظيفي أيضيّ. وأيضاً تناول أدوية معينة تُصرف بوصفة طبية أو غيرها من الأدوية، وبعض الخلطات العشبية، والتعرض المتكرر للمواد الكيميائية السامة.
الحفاظ على صحة الكبد
وأفضل طريقة لمكافحة أمراض الكبد هي تجنبها والوقاية منها، إن أمكن. وتلخص مؤسسة الكبد الأميركية حماية الكبد عبر 9 طرق مجربة وفعّالة للحفاظ على كبد سليمة. وهي، كما تقول:
1. حافظ على صحة كبدك بالحفاظ على وزن صحي. إذا كنت تعاني من السمنة أو حتى زيادة طفيفة في الوزن، فأنت معرَّض لخطر الإصابة بمرض الكبد الدهنية، وهو أحد أسرع أشكال أمراض الكبد انتشاراً. ويمكن أن يلعب فقدان الوزن دوراً مهماً في المساعدة على تقليل دهون الكبد. وممارسة الرياضة بانتظام وسيلة فعالة لتعزيز صحة الكبد. فالممارسة المنتظمة تساعد على حرق الدهون الثلاثية كوقود، ويمكن أن تقلل أيضاً من دهون الكبد.
2. اتَّبعْ نظاماً غذائياً متوازناً لدعم صحة الكبد. تجنَّبْ الوجبات عالية السعرات الحرارية، والدهون المشبعة، والكربوهيدرات المكررة (مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض والمعكرونة العادية) والسكريات. ولا تأكل المحار أو الأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيداً. وللحصول على نظام غذائي متوازن، تناول الألياف، التي يمكنك الحصول عليها من الفواكه الطازجة والخضراوات وخبز الحبوب الكاملة والأرز والحبوب. وتناول أيضاً اللحوم (ولكن قلل من كمية اللحوم الحمراء)، ومنتجات الألبان (الحليب قليل الدسم وكميات صغيرة من الجبن)، والدهون (الدهون «الجيدة» الأحادية غير المشبعة والمتعددة غير المشبعة، مثل الزيوت النباتية والمكسرات والبذور والأسماك). ولا تنسَ أن الترطيب ضروري، لذا اشرب الكثير من الماء.
تجنّب السموم
3. تجنب السموم. يمكن أن تؤذي السموم خلايا الكبد. قلِّل من ملامسة السموم المباشرة من منتجات التنظيف والبخاخات والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية والمواد المضافة. وعند استخدام البخاخات، تأكد من تهوية الغرفة وارتدِ كمامة. لا تدخِّن.
4. الكحول وصحة الكبد. يمكن أن تسبب المشروبات الكحولية كثيراً من المشكلات الصحية، حيث يمكنها إتلاف خلايا الكبد أو تدميرها، وتشويه الكبد. تحدث إلى طبيبك حول كمية الكحول المناسبة لك. قد يُنصح بشرب الكحول باعتدال أو الإقلاع عنه تماماً. وتجنب استخدام المخدرات غير المشروعة أو العلاجات النفسية الموصوفة طبياً (مسكنات الألم، والمهدئات، والمنشطات، والمهدئات) المستخدمة لأغراض غير طبية.
5. تجنبْ الإبر الملوثة. بالطبع، لا تقتصر الإبر الملوثة على تعاطي المخدرات عن طريق الوريد. يجب عليك متابعة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة بعد أي نوع من اختراق الجلد باستخدام أدوات حادة أو إبر. قد تحدث ممارسات الحقن غير الآمنة، وإن كانت نادرة، في المستشفيات، وتتطلب متابعة فورية. استخدم أيضاً إبراً نظيفة فقط للوشم وثقب الجسم. واحصل على رعاية طبية إذا تعرضت للدم من شخص آخر لأي سبب، فتابع مع طبيبك فوراً. وإذا كنت قلقاً للغاية، فتوجه إلى قسم الطوارئ في أقرب مستشفى. ولا تشارك أدوات النظافة الشخصية. على سبيل المثال، يمكن أن تحمل شفرات الحلاقة وفرشاة الأسنان ومقص الأظافر مستويات مجهرية من الدم أو سوائل الجسم الأخرى التي قد تكون ملوثة.
6. مارس الجنس الآمن. يزيد الجنس من دون وقاية أو الجنس مع شركاء متعددين، من خطر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي بي والتهاب الكبد الوبائي سي Hepatitis C.
7. اغسل يديك. استخدم الصابون والماء الدافئ فوراً بعد استخدام الحمام، وبعد تغيير الحفاضات، وقبل تحضير الطعام أو تناوله.
8. اتبع التعليمات الموجودة على جميع الأدوية. عند تناول الأدوية بشكل غير صحيح، سواءً عن طريق تناول جرعة زائدة أو نوع خاطئ أو عن طريق خلط الأدوية، فقد يتضرر كبدك. لا تخلط الكحول أبداً مع أدوية أخرى حتى لو لم يتم تناولها في نفس الوقت. أخبر طبيبك عن أي أدوية من دون وصفة طبية أو مكملات غذائية أو علاجات طبيعية أو عشبية تستخدمها.
9. احصل على التطعيم. تتوفر لقاحات لالتهاب الكبد الوبائي إيه Hepatitis A والتهاب الكبد الوبائي بي Hepatitis B. وللأسف، لا يوجد لقاح ضد فيروس التهاب الكبد الوبائي سي.
كلمات مفتاحية :