طبيب قلب يحدد أسرع طريقة للتخلص من الكرش

اليوم, 19:45

+A -A
الغد برس/ متابعة
تشكل الدهون الحشوية (المعروفة بالكرش)، وهي دهون البطن العميقة المحيطة بالأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء، مخاطر صحية جسيمة، بما يشمل داء السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية والكبد الدهني. ويوضح طبيب القلب التداخلي الدكتور براديب جامناداس أن الإفراط في تناول السكر يرفع مستويات الأنسولين، مما يُعزز تخزين الدهون الحشوية الضارة.

ووفقا لما نشرته صحيفة "تايمز أوف إنديا" Times of India، يُسلط الدكتور جامناداس الضوء على الصيام كاستراتيجية فعّالة لاستهداف هذه الدهون الخطيرة بفعالية. فمن خلال خفض الأنسولين وتحفيز الجسم على حرق الدهون المخزنة للحصول على الطاقة، يقلل الصيام دهون البطن ويحسن عملية الأيض ويُقلل الالتهابات ويدعم صحة القلب والأيض على المدى الطويل.

الإنسولين المرتفع
وفي نقاش على مدونة Diary Of A CEO على "إنستغرام"، أوضح دكتور جامناداس العلاقة بين تناول السكر والإنسولين والدهون الحشوية، حيث أفاد أن التناول المتكرر للأطعمة الغنية بالغلوكوز يحفز البنكرياس على إنتاج الأنسولين. وعندما يكون تناول الغلوكوز ثابتا، تبقى مستويات الإنسولين مرتفعة بشكل مزمن، مما يمكن أن يؤدي إلى مقاومة الأنسولين. وفي هذه الحالة، يحتاج الجسم إلى المزيد من الأنسولين لإدارة سكر الدم، مما يخلق بيئة أيضية تعزز تخزين الدهون.

ويؤكد الدكتور جامناداس أن هذه الخلفية المرتفعة المستمرة للأنسولين تشجع الكبد على تخزين الغلوكوز على شكل دهون، مما يؤدي إلى الكبد الدهني. وفي الوقت نفسه، ينتج الجسم دهونا جديدة حول الأعضاء الداخلية، مما يساهم في تراكم الدهون الحشوية. وعلى عكس الدهون تحت الجلد، تعد الدهون الحشوية ضارة بشكل خاص لأنها تلتف حول الأعضاء الداخلية وتحفز الالتهاب، مما يجعلها عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية.

الصيام المتقطع
وقارنت دراسة، نشرت في المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، الصيام المتقطع المرفق بتنظيم استهلاك البروتين مع تقييد السعرات الحرارية. وأظهرت النتائج أن مجموعة الصيام المتقطع شهدت انخفاضا بنسبة 33% في كتلة الدهون الحشوية، مقارنة بانخفاض بنسبة 14% في مجموعة تقييد السعرات الحرارية، على الرغم من تشابه مستويات استهلاك الطاقة والنشاط البدني.

مخاطر ارتفاع الإنسولين المزمن
ويحذر الدكتور جامناداس من أن ارتفاع الإنسولين على المدى الطويل له آثار مدمرة على عملية الأيض، حتى لدى الأشخاص ذوي سكر الدم الطبيعي. ويوضح قائلا إن "أي هرمون يبقى في الجسم لفترة طويلة، يصبح الجسم محصنا ضده. لذا، ينتج الجسم كميات كبيرة من الأنسولين لخفض مستوى السكر".

وتجبر هذه العملية، التي يعتمد فيها الجسم على الإنسولين، الجسم على تحويل الغلوكوز الزائد إلى دهون حشوية، تتركز بشكل رئيسي حول البنكرياس والكبد. ويؤدي ارتفاع الإنسولين إلى تخزين الدهون ويعزز الالتهاب واختلال وظائف الأيض. ومع مرور الوقت، تطلق هذه الدهون الخفية مركبات ضارة، وتعطل نشاط الهرمونات وتبطئ عملية الأيض وتزيد من احتمالية الإصابة بمقاومة الإنسولين وأمراض القلب ودهون الكبد، مما يفاقم النتائج الصحية على المدى الطويل. ويُفسر ذلك بسبب أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكر غالبا تؤدي، حتى دون زيادة واضحة في الوزن، إلى تضخم البطن وزيادة الدهون الحشوية - وهو خطر صحي خفي يتجاهله الكثيرون.

استراتيجية فعالة
يسلط الدكتور جامناداس الضوء على الصيام كأحد أكثر الطرق فعالية لمكافحة الدهون الحشوية. فعند الصيام، تنخفض مستويات الأنسولين لعدم تحفيز البنكرياس على إفرازه. ويسمح انخفاض الأنسولين للجسم بالوصول إلى الدهون المخزنة كمصدر للطاقة بدلا من الاعتماد فقط على الغلوكوز من الطعام.

وعلى عكس تقليل السعرات الحرارية البسيط، الذي يمكن أن يبطئ عملية الأيض ويؤدي إلى فقدان الدهون والعضلات، يحفز الصيام استجابة فسيولوجية مميزة. وخلال أول 12 ساعة من الصيام، يستخدم الجسم الغلوكوز المخزن في العضلات والكبد على شكل غليكوجين. بعد هذه الفترة، يبدأ الجسم في حشد احتياطيات الدهون، وتكون الدهون الحشوية أول ما يتحلل، بما يجعل الصيام فعالا بشكل خاص في استهداف الدهون الضارة المسببة للالتهابات حول الأعضاء الحيوية.

يوضح الدكتور جامناداس أن الصيام يؤدي إلى تقليل السعرات الحرارية وتغيير جذري في كيفية استخدام الجسم للطاقة. وعند تقليل السعرات الحرارية، يشعر الجسم بنقص في السعرات الحرارية ويبطئ عملية الأيض، مما يؤدي إلى فقدان الدهون والعضلات. أما الصيام، فيسمح للجسم بسحب الطاقة من مخازن الدهون دون فقدان كبير في العضلات.

وقاية من أمراض مزمنة
ومن خلال حرق الدهون الحشوية المخزنة، يقل محيط البطن كما تنخفض الالتهابات وتتحسن حساسية الأنسولين. ويساعد هذا التأثير المزدوج على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري ودهون الكبد، مع تعزيز الصحة الأيضية العامة. وبالنسبة للعديد من الأفراد الذين يعانون من دهون البطن الزائدة، يوفر الصيام نهجا هادفا وفعالا لتحقيق بنية جسم صحية.

وبالتالي، يمكن للصيام، عند دمجه مع نظام غذائي متوازن وتقليل تناول السكر، أن يحسن الصحة الأيضية بسرعة ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ومن خلال فهم الأسباب العلمية الكامنة وراء الدهون الحشوية والأنسولين، يمكن للأفراد اتخاذ خيارات مدروسة تعزز الصحة والحيوية على المدى الطويل.




كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار