تقرير: مشروع إحياء معالم بابل القديمة سيعزز السياحة والنمو الاقتصادي للعراق

اليوم, 20:50

+A -A
الغد برس/ ترجمة
أكد موقع Travel And Tour World البريطاني، اليوم السبت، أن مشروع إحياء معالم بابل القديمة سيعزز السياحة والنمو الاقتصادي للعراق، لافتاً إلى أن المشروع يأتي بدعم من الصندوق العالمي للآثار وبتمويل من السفارة الأمريكية في بغداد.
كتب الموقع تقريراً، ترجمته "الغد برس"، أن "أعمال ترميم معالم بابل القديمة التي طال انتظارها لاثنين من أبرز معالم بابل وأهمها تاريخيًا شارفت على الانتهاء، مما يُمثل خطوةً بالغة الأهمية في الحفاظ على تراث العراق العريق"، مشيراً إلى أن "هذا الترميم يشمل معبد نينماخ والجدران الاستنادية لبوابة عشتار، اللذين لطالما كانا رمزًا للتراث الثقافي والتاريخي الغني للمدينة".
وأضاف ان "كلا المشروعين يُشكّل جزءًا من مبادرة أوسع نطاقًا تهدف إلى حماية مستقبل هذه الكنوز الأثرية، بدعم من الصندوق العالمي للآثار وبتمويل من السفارة الأمريكية في بغداد"، لافتاً إلى أن "هذه الجهود الشاملة تهدف إلى معالجة الأضرار التي لحقت بها على مدى سنوات من الصراع والتآكل ومحاولات الترميم السابقة التي، للأسف، لم ترق إلى مستوى المعايير المطلوبة لحماية هذه المواقع القيّمة".
وبحسب التقرير "يُعدّ معبد نينماخ، المُكرّس لإلهة الخلق السومرية، شاهدًا على براعة الحضارات القديمة، وقد أُعيد بناؤه بعناية فائقة، باستخدام تقنيات الطوب الطيني التقليدية التي تُكرّم أساليب البناء الأصلية التي استخدمها السومريون".
وأردف أن "إعادة بناء معبد نينماخ تُعد إنجازًا هندسيًا وحرفيًا رائعًا. وقد اتُخذ قرار استخدام تقنيات الطوب الطيني بدلًا من المواد الحديثة للحفاظ على أصالة الموقع، ومن خلال الالتزام بهذه الأساليب التقليدية، يضمن المشروع احتفاظ الهيكل بطابعه القديم مع الاستفادة من التطورات في البناء اللازمة لمتانته. ويُعد هذا التوازن الدقيق بين الأصالة والابتكار أمرًا بالغ الأهمية لضمان الحفاظ على المعبد للأجيال القادمة.
وتابع أن "ترميم بوابة عشتار أُحرز تقدماً كبيراً"، مبيناً أن "بوابة عشتار اشتهرت بطوبها الأزرق المزجج الرائع ونقوشها البارزة المذهلة، وكانت في السابق بوابةً للمدينة القديمة، رمزًا لقوة بابل وعظمتها. إلا أن قرونًا من التعرض للعوامل الجوية، إلى جانب الأضرار الناجمة عن الصراع والإهمال، استلزمت إصلاحات واسعة النطاق".
وأستدرك أنه "لمواجهة هذه التحديات، عزز المهندسون الجدران الاستنادية للبوابة، مع التركيز بشكل خاص على تخفيف الأضرار الناجمة عن تسرب المياه الجوفية"، مؤكداً أن "هذه العملية حيوية كانت لضمان السلامة الهيكلية للموقع، حيث يمكن أن يكون تآكل المياه الجوفية ضارًا بشكل خاص بالأعمال الحجرية القديمة. ومن خلال تعزيز هذه الجدران، ضمن فريق الترميم قدرة بوابة عشتار على الاستمرار في تحمل الضغوط البيئية في المنطقة، محافظًا على جمالها وأهميتها للزوار اليوم وفي المستقبل".
وأشار إلى أن "إدراج بابل على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2019 إنجازًا هامًا للمشروع، إذ لفت الانتباه العالمي إلى أهمية الحفاظ على هذه الهياكل القديمة. بدعم من المنظمات الدولية والتزام السلطات المحلية، يواصل مشروع مستقبل بابل تحقيق تقدم كبير نحو ضمان بقاء الأهمية الثقافية والتاريخية لبابل سليمة للأجيال القادمة".
ولفت التقرير إلى أن "ترميم معالم بابل يأتي في وقت يتزايد فيه الاهتمام من قِبل السياح المحليين والدوليين. في عام ٢٠٢٤، حيث زار بابل أكثر من ٤٨ ألف زائر، مسجلاً زيادة كبيرة عن العام السابق. ولا يُعد هذا النمو السياحي دليلاً على جاذبية المنطقة المتنامية فحسب، بل يُبرز أيضاً أهمية الحفاظ على مواقع التراث الثقافي كوسيلة لتعزيز السياحة والنمو الاقتصادي".
وأردف أنه بـ"مجرد إعادة افتتاح معبد نينماخ في وقت لاحق من هذا العام، سيُصبح مكانًا لاستضافة فعاليات ثقافية متنوعة، بما في ذلك حفلات الزفاف ومهرجان بابل السنوي. ومن المتوقع أن تجذب هذه الفعاليات المزيد من الزوار، مما يعزز سمعة بابل كمركز ذي أهمية تاريخية وثقافية. وستتيح إعادة افتتاح المعبد فرصة فريدة للناس لتجربة تاريخ المنطقة الغني عن قرب، مما يعزز ارتباطهم بماضي العراق العريق".
وأختتم التقرير أن "ترميم معبد نينماخ وبوابة عشتار يُعدّ دليلاً على التعاون الناجح بين المنظمات الدولية والسلطات المحلية والشعب العراقي. من خلال التركيز على أساليب الترميم الأصيلة ومعالجة التحديات البيئية، ضمنت هذه المشاريع بقاء معالم بابل القديمة شامخة للأجيال القادمة"، مشدداً على أن"بابل ستظل وبلا شك وجهة رئيسية للمهتمين باستكشاف تاريخ العراق وتراثه الغني".


كلمات مفتاحية :



آخر الأخبار