تقرير يكشف دور أنقرة في انتقال العراق إلى الطاقة المتجددة
أمس, 21:30
الغد برس/ ترجمة
كشف تقرير تركي، اليوم الثلاثاء، دور أنقرة في انتقال العراق إلى الطاقة المتجددة، مبيناً أنه بفضل الخبرة الهندسية وقدرة تركيا على تصنيع المعدات وتطوير المشاريع، أن تلعب دور شريكٍ قويٍّ في تحوّل العراق لاستخدام الطاقة النظيفة، لفت إلى أن العراق يُعد من بين الدول ذات أعلى إمكانات الطاقة الشمسية في المنطقة، حيث تتلقى العاصمة بغداد أكثر من 3000 ساعة من أشعة الشمس سنويًا.
وكتب موقع Daily Sabah التركي تقريراً، ترجمته "الغد برس": "لطالما طوّر العراق هيكلًا لقطاع الطاقة يعتمد على إنتاج النفط والغاز الطبيعي. وبينما جعل هذا الأمر أمن الطاقة في البلاد يعتمد على موارد أحادية البعد، إلا أنه خلق أيضًا مخاطر على الاستدامة البيئية. لقد حوّل النمو السكاني السريع في العراق، وعملية التحضر، وآثار تغير المناخ، التحول نحو الطاقة المتجددة من خيار إلى ضرورة استراتيجية".
وأضاف التقرير أن "العراق يُعاني منذ سنوات من انقطاع التيار الكهربائي، وهي مشكلة مُستمرة للحكومات المتعاقبة. ومع ذلك، يُنظر إلى الطاقة المتجددة الآن بشكل متزايد على أنها حل رئيسي في البلاد".
وتابع أن "إمكانات الطاقة المتجددة في العراق توفر فرصًا قيّمة، ليس فقط في مجال توليد الكهرباء، بل أيضًا في مجال التنويع الاقتصادي والاستدامة البيئية. ويمكن لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أن تُوفر بدائل لاقتصاد يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط، وأن تخلق فرص عمل في المناطق الريفية، وتُسهم في مكافحة تغير المناخ من خلال خفض انبعاثات الكربون".
وأردف: "لكي يحقق العراق هذه الإمكانات، لا بد من تعزيز الإرادة السياسية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي، ونقل التقنيات الحديثة إلى البلاد. وإلا، ستبقى مزاياه الطبيعية غير مستغلة، ويواجه خطر التخلف عن الركب في مسيرة التحول العالمي في مجال الطاقة".
وأكد التقرير أن "الطاقة الشمسية في العراق تتميز، بمستويات إشعاع عالية على مدار العام تقريبًا، كمورد قادر على سد فجوة الكهرباء في البلاد، ومع سيادة الأيام المشمسة لمعظم العام، ويعد العراق من بين الدول ذات أعلى إمكانات الطاقة الشمسية في المنطقة، حيث تتلقى العاصمة بغداد أكثر من 3000 ساعة من أشعة الشمس سنويًا، وهو رقم يسلط الضوء على هذه الإمكانات. وبالمقارنة مع العديد من الدول الأوروبية ذات مستويات الإشعاع الشمسي المنخفضة، يتمتع العراق نظريًا بالقدرة على جعل توليد الطاقة الشمسية استراتيجية وطنية".
وبين: "أما بالنسبة لمصادر الطاقة المتجددة الأخرى، ففي العراق، تبلغ طاقة الرياح ذروتها خلال أشهر الصيف، متداخلةً مع ذروة الطلب على الكهرباء. هذا التوافق الطبيعي يجعل التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة أكثر جاذبيةً للعراق في الحد من انقطاعات الكهرباء. ومع ذلك، ظلت حصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية (0.3%) في عام 2023 أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ 13%. حاليًا، تُعدّ الطاقة الكهرومائية (0.9%) أكبر مصدر للكهرباء النظيفة في العراق، وهي أقل بكثير من الإمكانات التي توفرها جغرافية العراق. وقد تم توليد أكثر من 98% من كهرباء العراق من الوقود الأحفوري في عام 2023".
وزاد أنه "للحد من هيمنة الوقود الأحفوري في توليد الطاقة، ومكافحة تغير المناخ، وتعزيز أمن إمدادات الطاقة، حددت الحكومة أهدافًا للتحول نحو الطاقة المتجددة من خلال وثائق رسمية وبيانات سياساتية متنوعة".
وأوضح أن" التعاون طويل الأمد في مجال الطاقة بين تركيا والعراق يكتسب أهمية خاصة اليوم، ولطالما تمحورت دبلوماسية الطاقة التاريخية بين البلدين حول تدفقات النفط الخام عبر خط أنابيب كركوك – جيهان، ومع ذلك فإن التحول في مشهد الطاقة اليوم يُوسّع آفاق العلاقات الثنائية إلى ما هو أبعد من النفط وحده. وقد عكس منتدى بغداد الدولي للطاقة، الذي عُقد في بغداد، هذا المنظور الجديد بوضوح.
وكشفت تصريحات نائب وزير الطاقة التركي، أحمد بيرات تشونكار، بحسب التقرير، عن "اتساع نطاق علاقات الطاقة لتتجاوز الموارد الأحفورية بكثير".
وأكد تشونكار، في معرض تأكيده على الجهود الجارية لإعادة تفعيل خط أنابيب كركوك - جيهان، وأن إمكانات التعاون بين البلدين اليوم أكبر من أي وقت مضى. والنقطة الحاسمة هي أن هذا التعاون يتطور الآن ليس فقط في مجال النفط وخطوط الأنابيب، بل أيضًا في مشاريع الغاز الطبيعي وتكامل الكهرباء والطاقة المتجددة. وتتوافق أهداف العراق لزيادة سعة الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 مع رؤية تركيا في أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة".
وأشار التقرير إلى أن "مفاوضات الطاقة الثنائية بين العراق وتركيا تُعد بالغة الأهمية ليس فقط لتأمين إمدادات الوقود الأحفوري، ولكن أيضًا لدفع عجلة التحول الأخضر على المستوى الإقليمي".
ولفت إلى أن "تعاون تركيا مع العراق في مجال الطاقة المتجددة يُقدّم فوائد تقنية واستراتيجية، ويُعدّ العراق، بفضل إشعاعه الشمسي العالي، وجهةً جاذبةً طبيعيةً لاستثمارات الطاقة الشمسية. ويمكن لتركيا، بفضل خبرتها الهندسية وقدرتها على تصنيع المعدات وتطوير المشاريع، أن تلعب دور شريكٍ قويٍّ في تحوّل الطاقة في العراق".
وأختتم التقرير أن "مشروع طريق التنمية، الذي أُدرج على جدول أعمال البلدين، أصبح عنصرًا أساسيًا في دبلوماسية الطاقة. صُمم هذا المشروع ليس فقط كممر لوجستي وتجاري، بل أيضًا كطريق طاقة متكامل يشمل بنية تحتية للطاقة المتجددة. وهكذا، تتحول علاقات الطاقة بين تركيا والعراق إلى محور استراتيجي لاستقرار المنطقة وازدهارها".
كلمات مفتاحية :
آخر الأخبار